جاءت محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، لتفتح باباً جديداً من التداعيات على المشهد المصرى لم يشهده منذ عقود وهو مشهد الاغتيالات السياسية، خاصة أن محاولة اغتيال «إبراهيم» جاءت وسط تداعيات العنف والعنف المضاد بين الإخوان وجهاز الشرطة فى أعقاب فض اعتصام «رابعة العدوية». المؤكد أن الوزير وقيادات «الداخلية» صاروا هدفاً للإخوان أو مناصريهم من أعضاء الجماعات المتطرفة بعد نجاحهم فى القبض على أغلب قيادات الإخوان وفى وقت قصير نسبياً مما يعنى أن العملية ربما لن تكون الأخيرة. محمد إبراهيم الذى اتهم مسبقاً عند تعيينه بأنه «إخوانى» وجاء لتسليم «الجماعة» مفاتيح الوزارة صار الهدف الأول للإخوان بعد 6 أشهر فقط من تعيينه، للدرجة التى تدفعهم ومناصريهم إلى محاولة اغتياله للخلاص منه بعد دوره فى القبض على قيادات «الجماعة» بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى لم يضع اللواء إبراهيم، المولود بمحافظة السويس فى 10 أبريل 1953، نصب عينيه الرد على اتهامات منتقديه، بل مضى سريعاً وبخطوات واسعة تدفعها العزيمة والإيمان بالمسئولية الوطنية إلى الأمام مدشناً صفحة جديدة فى تاريخ الشرطة المصرية على مدى تاريخها وتوّجها بإعلانه تضامن جهاز الشرطة الكامل مع القوات المسلحة حرصاً فى معركتهما مع الإرهاب الذى يهدد الأمن القومى ومصالح مصر العليا وشعبها فى هذه المرحلة الفاصلة من عمر الوطن. يرى البعض أن «إبراهيم» يدفع فى محاولة اغتياله ثمناً لتعهداته الدائمة بالحفاظ على مكتسبات ثورة يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو والتى وصفها بأنها «أبهرت العالم أجمع»، مؤكداً تعهده بالالتزام التام بالمهام المنوطة به فى حماية المتظاهرين السلميين، فالرجل يدرك جيداً أنه يغامر فى مواجهة نظام ساقط لا يقبل إلا بأن تكون «معانا أو علينا»، لكنه فى مواجهة التاريخ والشعب يدرك أنه لم يحِد عن واجبه قيد أنملة وأعلنها صراحة: «لا مع ولا ضد»، أنا مع الشعب، مدركاً أن من يراهن على الشعب رابح حتماً، وإن كان سيربح نفسه فحسب. أصر اللواء إبراهيم على إكمال الطريق حتى نهايته وحسم الأمر نهائياً مع مؤسسة الرئاسة التى كانت تسعى لتدجين وزارته واستخدامها درعاً لجماعة الرئيس وسيفاً لإخوانه واشتبك مع «مرسى» نفسه رافضاً تأمين مقرات حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين، حتى عندما هاجم المتظاهرون مقر الإرشاد بالمقطم اشتبك مع الرئيس مرسى وأبلغه أنه لن يؤمن المقر ولن يضع ضابط شرطة واحداً فى مرمى استهداف بنادق الإخوان. يدفع «إبراهيم» ثمن انحيازه للشعب بعد 30 يونيو وتنسيقه الكامل مع القوات المسلحة لمواجهة كافة أعمال العنف والتخريب التى مرت بها مصر خلال الشهرين الماضيين على امتداد العاصمة والمحافظات ومحاولته الحثيثة للنهوض بكافة قطاعات الوزارة جنباً إلى جنب مع إفساح المجال للعمل بمؤسسية تعتمد على إدارات الوزارة وقطاعاتها جميعاً.