سمات المنهج الأزهرى الأصيل غير المغشوش ثلاث: 1 عقيدة أشعرية، تجمع بين العقل والنقل دون تكفير للمخالف، 2 مذهبية فقهية، بمعنى التعددية فى الفروع، وعدم الجمود عند رأى واحد، 3 تصوف أخلاقى، وهذا غير التصوف المشوب ببعض البدع والخرافات. والأزهرى المغشوش: عقيدته تميل إلى تكفير المخالف، بدعوى التمسك بالسلف، وفى الفقه ينشئ مذهبا جديدا يسميه «اتباع الدليل»، كأن الأئمة الأربعة لم يكونوا متبعين للدليل، وفى التصوف يراه كله شركا، فيضع الإمام الجُنيد ومتسولى السيدة فى سلة واحدة. الأزهريون المغشوشون يدعون إلى إصلاح الأزهر، وهى دعوة شريفة نادى بها مخلصون غيرهم، بل هم آخر من نادوا بها، والفرق أن المخلصين ينادون بإصلاح الأزهر ليتمكن من الحفاظ على منهجه المعتدل، وأما المغشوشون فينادون بهدم الأشخاص، تمهيدا لهدم المنهج، ومن ثَم السطو على الأزهر فى غفلة من الأزهريين أنفسهم، بإبداله بمناهج مستوردة، بما يمكن تسميته سرا (سعودة الأزهر). الأزهرى المغشوش الذى قد تراه يرتدى زى الأزهر تعرفه عندما تسأله عن علماء الأزهر، كالطيب، والغزالى، وجاد الحق، وعبدالحليم محمود، فالإجابة: هذا ضال، وهذا مبتدع، وهذا فاسد العقيدة، وهذا صوفى مشرك، وهذا منكر للسنة، ثم اسأله عن المشايخ: الحوينى، ويعقوب، وحسان، فالإجابة: هذا أسد السنة، وهذا محدث الأمة، وهذا إمام المسلمين. كن متطفلا، وزر مكتبته، فلن تجد كتابا لجاد الحق، ولا القرضاوى، ولا عمارة، ولا الغزالى، ولا مخلوف، فإن وجدت ستجد عنهم لا لهم، مثل: (عمارة فى ميزان أهل السنة كافر ضال)، (ضلالات عبدالحليم محمود)، ( سمط اللآلى فى الرد على محمد الغزالى)، (ضلالات القرضاوى)، وستجد كتب النجديين وأتباعهم عن النقاب، والختان، واللحية، والأضرحة لا حصر لها. لن تجد واحدا منهم يحدثك عن الأزهر، وتميزه فى اختياره لمناهجه، وأثره فى تكوين الشخصية المصرية، ووسطيته، واعتداله. بل تجد الواحد منهم يعمل على هدم الأزهر ومكانته فى نفوس الناس، معتمدا على مواقف غير موفقة لأزهريين، وهو لا يريد كما يوهمك أن يُقوّم الأشخاص، بل يريد هدم المنهج. سأعطيك مثالين؛ لتعرف أن مشكلة هؤلاء ليست مع شخص شيخ الأزهر أو المفتى، بل مع كل من حمل المنهج الأزهرى التليد من الحاليين والسابقين، المثال الأول: قول أحدهم عن الإمام عبدالحليم محمود: (إذا كان عبدالحليم محمود قد مات فإن فكره الشاذ المنحرف لم يمت، والضلال الذى تركه لا يزال ينخر فى الأمة، لقد ترك عددا من التلاميذ الكفرة والزناة)! والثانى: قول أحدهم يصف شيخ الأزهر محمود شلتوت بالإلحاد والسفاهة والزندقة قائلا: إذا كان حزب الدين ضيع نفسه وشد أبوالإلحاد ظهر بنيه فإنى حنيف مسلم متوكل على الله فى تقويم كل سفيه وفى حرب زنديق تجبر وافترى على الدين معتزا بنصر ذويه سأجعله للخلق ذكرى وعبرةً وأتركه للضاربات تليه ويُحشر فى الأخرى رفيقَ جحافلٍ من الكفر ساروا فى الحياة بتيه هذان مثالان فقط عن الأزهريين المغشوشين، لترى أن المقصود هدم الأزهر، والسطو عليه بمرجعيات أخرى، تحت مسمى (إصلاح الأزهر)، ولتعلم أن دعوة (إصلاح الأزهر) تحتمل هدم منهجه، وتحتمل الحفاظ عليه، والتمييز بينهما حسب الحفاظ على سمات المنهج الأزهرى الثلاث المذكورة فى أول المقال.