دخلت قوات تركية برية الأحد، إلى الأراضي السورية مستهدفة منطقة عفرين الكردية، في اليوم الثاني لهجوم واسع تخلله قصف مدفعي للمدينة لطرد فصائل كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية". وندد الرئيس بشار الأسد الأحد، بالهجوم التركي الذي قال إنه امتداد لسياسة أنقرة في دعم "التنظيمات الإرهابية" منذ اندلاع النزاع في 2011. وفيما طلبت فرنسا الأحد، عقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن لمناقشة التدهور العسكري في سوريا، دعت الولاياتالمتحدةأنقرة إلى ضبط النفس. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان لوكالة "فرانس برس" على هامش اجتماع لمجموعة 5 + 5 لدول غرب حوض البحر المتوسط المنعقد في الجزائر، إن فرنسا قلقة جدا إزاء الوضع في سوريا، وإزاء التدهور المفاجئ هناك. وتابع "لهذا السبب طلبنا عقد اجتماع لمجلس الأمن لتقييم المخاطر الإنسانية الخطرة جدا، داعيا إلى وقف المعارك والإفساح في المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الجميع". من جانبها، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت "نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة في أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين". وأعربت إيران عن قلقها حيال العملية العسكرية التركية في شمال غرب سوريا داعية أنقرة إلى أداء دور بناء في حل الأزمة السورية. وقال الأسد خلال استقباله وفدا إيرانيا برئاسة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا": "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا والتي بنيت أساسا على دعم الإرهاب". وبدأ الجيش التركي السبت عملية عسكرية على عفرين تحت مسمى "غصن الزيتون" لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة، وهي فصائل كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية" لكن الولاياتالمتحدة تدعمها عسكريا بصفتها رأس حربة في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أنصاره في محافظة بورصة شمال غرب تركيا الأحد "بإذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جدا". من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم دخول قوات تركية إلى المنطقة في الساعة 11,05 (08,05 ت غ) انطلاقا من بلدة غول بابا الحدودية، على ما نقلت وكالة دوغان للأنباء، في أول إعلان رسمي لبدء مشاركة القوات البرية في العملية على الأراضي السورية. وأصابت المدفعية والطائرات التركية حتى الساعة 153 هدفا بالإجمال تابعة للفصيل الكردي في محيط عفرين وتشمل ملاذات ومخازن أسلحة، على ما أعلن الجيش التركي. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن تقدم القوات التركية التي لم تحدد عديدها إلى جانب قوات من الجيش السوري الحر الذي تدعمه أنقرة وتوغلها خمسة كيلومترات داخل سوريا.