بعد "اعتراض الطائرات".. السيناريوهات المتوقعة لأزمة الإمارات مع قطر

منذ بداية الأزمة الخليجية بالشرق الأوسط، من مقاطعة دول الرباعي العربي "السعودية، مصر، الإمارات، البحرين" دول قطر، بسبب دعمها للإرهاب، وإصدار قائمة بالمطالب لإنهاء تلك الأزمة، إلا أن الدوحة لم تلتزم بذلك واستمر مسلسل ادعائتها الباطلة وتجاوزاتها المتعددة التي انتقلت إلى الجو.
ففي 12 يناير الجاري، قالت وكالة الأنباء القطرية، إن الدوحة قدمت شكوى بالأمم المتحدة ذكرت فيها أن "طائرة حربية إماراتية اخترقت مجالها الجوي في 21 ديسمبر 2017، استمر دقيقة واحدة، دون سابق علم للسلطات القطرية المختصة أو موافقتها"، مضيفة أن "هذه الحادثة تعتبر انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر وسلامة حدودها وأراضيها علاوة على كونها خرقا سافرا لأحكام القانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية"، بحسب "رويترز".
ومن ناحيته، أكد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن شكوى قطر غير صحيحة، قائلًا: "الشكوى القطرية بشأن انتهاك الإمارات لمجالها الجوي غير صحيحة ومرتبكة، نعمل على الرد عليها رسميًا بالأدلة والقرائن، ما نراه تصعيدي وغير مبرر، ما كان يحدث تحت الطاولة أصبح مكشوفا فوقها".
وبعد مضي 4 أيام، قالت الإمارات، إن مقاتلات قطرية اعترضت طائرة مدنية خلال رحلة إلى البحرين، وتوعدت باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان سلامة الطيران المدني، مؤكدة لاحقًا أنها ستتقدم بشكوى إلى هيئة تابعة للأمم المتحدة إثر ذلك.
وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني، في بيانها، أن ذلك يمثل "تهديدًا سافرًا وخطيرًا لسلامة الطيران المدني وخرق واضح للقوانين والاتفاقيات الدولية"، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".
من جانبها، قالت لولوة راشد الخاطر المتحدثة باسم الخارجية القطرية، على "تويتر"، إن "ما صدر من أخبار متعلقة باعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية هو خبر عارٍ عن الصحة تمامًا".
تلك الأزمة الحالية، أثارت ردود فعل عدة وخاصة من الدول العربية، وهو ما يطرح عدة سيناريوهات يمكن أن تشهدها الأيام المقبلة، وقال الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، أن أول الاحتمالات المتوقع حدوثها خلال الأيام المقبلة، أن تتقدم الإمارات بشكوى ضد قطر أمام منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، حيث يعتبر ذلك التصرف بمثابة "قرصنة جوية" محرمة بموجب اتفاقيات وبنوك تلك المنظمة الأممية، ومن ثم يمكن أن تعقد اجتماعًا عاجلًا وتصدر عدد من الخطوات ضد خطوط الطيران القطرية.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن الاحتمال الثاني هو أن تتقدم الإمارات بشكوى أمام مجلس الأمن، كون اعتراض الطائرتين يهدد السلم والأمن الدوليين لها، وهي المهمة التي يتولاها المجلس على عاتقه، ثم يعقد اجتماعا عاجلًا لمناقشتها، ويصدر قرارات تندرج ضمن الفصل السادس، حيث إنه لم يسقط ضحايا في هذه الواقعة، على أن يكون بيانًا يحمل التنديد بالأفعال القطرية ومطالبة بالتوقف عنها.
ورأى أستاذ العلاقات الدولية، أن قطر بأفعالها الأخيرة تحول الأزمة من دبلوماسية إلى عسكرية، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يصدر دول الرباعي العربي بيانا خلال الساعات المقبلة؛ يؤكد تضامنه مع الإمارات تجاه أي أفعال تهدد من أمنها ضد الدوحة.
فيما أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، والخبير في شئون الشرق الأوسط، أن الأزمة الحالية اتخذت منحى دولي بتقديم الدولتين شكاوى أمام الأمم المتحدة وإحدى منظماتها، مؤكدًا أن الخلاف سيشهد تطورات ضخمة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه من المرجح أن تتدخل الأمم المتحدة لحل الأزمة بين الدولتين بموجب الشكاوى المقدمة لها، معتبرًا أن اعتراض الطائرتين القطريتين بمثابة "تحرش دبلوماسي في الجو"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أيضًا أن تسعى بعض الدول لتهدئة الأوضاع.
ولفت إلى أن التصعيد القطري الضخم الحالي يرجع إلى المقاطعة العربية وتضييق الخناق عليها من قبل دول الرباعي العربي منذ يونيو 2017، مضيفا أنها ستتخذ عدة إجراءات تزيد من تفاقم الوضع خلال الفترة المقبلة.