واصلت قطر أمس محاولاتها لتدويل أزمتها مع الرباعي العربي رغم إصرار دول المقاطعة علي حل الخلاف في إطار إقليمي. تقدمت الدوحة بشكوي رسمية لدي منظمة التجارة العالمية ضد السعودية والبحرين والإمارات لمقاطعتها تجاريا وذلك بعد رفض مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" طلبها بإدانة دول المقاطعة. أعلن ممثل قطر لدي منظمة التجارة العالمية علي الوليد آل ثاني أن بلاده تقدمت بشكوي إلي المنظمة ضد المقاطعة التجارية التي تفرضها عليها السعودية والبحرين والإمارات ووفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية. يعتبر تقديم طلب إجراء مشاورات مع الدول الثلاث الخطوة الأولي في النزاع التجاري بين الدول وبموجبه تمهل الدوحة الدول المشتكي ضدها 60 يوما لتسوية النزاع أو مواجهة دعوي قضائية أمام المنظمة قد تؤدي إلي عقوبات تجارية. جاء في نص الشكوي المزعومة أن هناك محاولات من قبل الدول المقاطعة لقطر لفرض عزلة اقتصادية عليها وحرمانها من التجارة في السلع والخدمات وحقوق الملكية الفكرية ومن المقرر أن تضع منظمة التجارة العالمية شكوي قطر في جدول أعمالها لمناقشتها الأسبوع المقبل ولم يصدر أي رد فعل رسمي من قبل الدول الثلاثة المشار إليها تجاه هذا الاجراء. يأتي ذلك بينما عقد مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" جلسة استثنائية بناءً علي الشكوي المقدمة من قطر وفقاً للمادة 54 من اتفاقية الطيران المدني الدولي شيكاغو 1944 التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية. شاركت السعودية بوفد يرأسه عبدالحكيم بن محمد التميمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني وافتتح رئيس مجلس المنظمة الجلسة بتأكيده علي تجنب الخوض في الأمور السياسية والالتزام بالأمور الفنية التي هي من اختصاص منظمة الإيكاو. وألقي وزير النقل القطري رئيس وفد الدوحة بيانا تهجم فيه علي الدول الأربع بينما قدمت وفود كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمي بالقاهرة من أجل تعزيز السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط والتي تضمنت فتح 9 مسارات جوية إضافية لتخفيف الضغط علي المسارات الحالية فوق المياه الدولية. ولقيت الورقة استحسان أعضاء المجلس الذي أشاد بروح التعاون بين دول المنطقة علي مستوي الفنيين في الطيران المدني. من جانبها قدمت الأمانة العامة ورقة عمل تدعم ما جاء في ورقة الدول الأربع من خلال تقرير فني أكد لأعضاء المجلس سلامة الأجواء. وفق خطة الطوارئ التي تم تفعيلها وفق الملحق ال 11 من اتفاقية شيكاغو. من ناحية أخري ذكر مصدر مطلع أن شركة الخطوط الجوية القطرية من المتوقع أن تسير رحلات عبر ثلاثة ممرات طوارئ جوية فوق المياه الدولية خلال أيام بعدما بحث اجتماع قادته الأممالمتحدة يوم الاثنين الماضي الممرات الجوية التي يمكن للدوحة تسيير رحلات عبرها في أعقاب نزاع مع جيرانها. وبحث الاجتماع المغلق مع المجلس الحاكم للمنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" التابعة للأمم المتحدة في مونتريال ممرات الطوارئ الجوية المقررة في إطار اتفاق واسع جري التوصل إليه الشهر المنصرم لكن تلك الممرات لم تفتح بعد للطائرات المسجلة في قطر. كانت قطر طالبت المنظمة بالتدخل بعدما منعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر الخطوط الجوية القطرية من دخول أجوائها في إطار عقوبات اقتصادية حيث دفع إغلاق هذه الدول لمجالها الجوي الخطوط الجوية القطرية إلي تسيير رحلات في ممرات جوية أطول وأكثر كلفة الأمر الذي اضطر الدوحة للضغط من أجل التحليق في الممرات الدولية فوق مياه الخليج التي تديرها حاليا الإمارات وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب سرية المحادثات في غضون أسبوع أو نحو ذلك يجب أن تكون لديهم طرق جديدة. كانت وكالة الأنباء السعودية نشرت يوم الأحد الماضي بيانا للهيئة العامة للطيران المدني السعودية جاء فيه أن هذه الدول وافقت بالفعل علي إتاحة تسع ممرات طوارئ جوية جري تحديدها بالتنسيق مع دول الجوار تحت مظلة المنظمة الدولية للطيران المدني كجزء من برنامج دعم سلامة الملاحة الجوية وأضاف البيان أن هذه الممرات ستفتح اعتبارا من الأول من أغسطس إلا أن وكالة الأنباء القطرية قالت إن وزارة المواصلات والاتصالات وهيئة الطيران التابعة لها نفت أن تكون الدول الأربع اتخذت هذا القرار. من جانبه قال وزير الدولة للشئون الخارجية بالإمارات أنور قرقاش إن فشل دولة قطر في تسييس ملف المنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو" يعد إنذارا مبكرا ينذر بفشل توجهها الكارثي لتسييس الحج. أضاف قرقاش في تغريدات له علي موقع تويتر ان استراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل لأنها لا تعالج جذور الأزمة التي تتمثل في دعم التطرف والتدخل لتقويض أمن واستقرار دول المنطقة .. مشيرا إلي أن الحل يكمن في المراجعة الصريحة لأخطاء قطر بحق جيرانها والمنطقة. في سياق آخر قال موقع بولتيكو الأمريكي ان قطر تعاقدت مع شركة سادسة في الولاياتالمتحدة من أجل كسب المزيد من تحسين وجهها القبيح أمام العالم في المواجهة الدبلوماسية مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين. من المقرر أن تحصل الشركة علي 40 ألف دولار شهريا حيث ستتولي المراسلات وعقد اللقاءات مع أعضاء الكونجرس والعاملين معهم ومسئولي الفرع التنفيذي في وزارتي الخارجية والدفاع وقال الموقع الأمريكي ان قطر تعاقدت مع ست شركات في واشنطن خلال الشهرين الماضيين في محاولة منها لإقناع صناع القرار في واشنطن لتبني موقفها في المواجهة مع الدول العربية الأخري.