قالت مصادر عسكرية روسية، فى تصريحات لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، إن «روسيا سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط، لتعزيز وجودها البحرى بسبب الوضع المعروف جيداً هناك، إضافة إلى إرسال طوربيدات صواريخ فى الأيام المقبلة، لأن الوضع يتطلب منا بعض التعديلات فى القوة البحرية»، واعتبر الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والإيرانى حسن روحانى، خلال مكالمة هاتفية مساء أمس الأول، أنه من «غير المقبول استخدام أسلحة كيماوية من أى كان فى سوريا». والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، بنائب وزير الخارجية الروسى غينادى غاتيلوف، مساء أمس الأول، لمناقشة تطورات الوضع العسكرى السياسى حول سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان لها، إن «غاتيلوف» أشار إلى أن خطط بعض الدول الغربية لضرب سوريا، تتنافى مع ميثاق الأممالمتحدة وتتحدى القانون الدولى، مشدداً على ضرورة الاستفادة القصوى من وسائل العمل السياسى الدبلوماسى وتمكين الخبراء من إنجاز مهمتهم. من جانبه، أكد «كى مون» أنه لا يرى بديلاً للحل التفاوضى لتسوية النزاع فى سوريا، داعياً إلى ضرورة مواصلة الخبراء الأمميين لعملهم فى سوريا، وقال: «مجلس الأمن هو الذى يقرر اللجوء إلى أى عمل عسكرى»، وأشار إلى أنه سيتم رفع تقرير لجنة التحقيق الموجودة فى سوريا إلى مجلس الأمن الدولى. وقالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، إن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أجرى اتصالات هاتفية، مساء أمس الأول، مع وزراء خارجية الأردن والكويت وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا واليونان وفرنسا وجمهورية أذربيجان والجزائر؛ لبحث الأزمة السورية ومستجدات الأوضاع، وأدان «ظريف» استخدام السلاح الكيماوى من أى طرف كان، وقال إنه «لا دولة فى العالم كإيران كانت ضحية استخدام مثل هذه الأسلحة، ولذلك نحن ندين استخدام السلاح الكيماوى من قبل أى طرف كان، ونطالب مفتشى الأممالمتحدة بأن يقوموا بتحقيقات شاملة بعيداً عن إصدار أى حكم مسبق تجاه منفذ هذا العمل المفجع». وأكد «ظريف» أن الأزمة السورية ليس لها حل عسكرى، مشيراً إلى أنه على الجميع السعى للتوصل إلى حل سياسى لإعادة الاستقرار إلى سوريا، مؤكداً أن بلاده تدعم المبادرات المبنية على وقف العنف وإجراء الحوار بين جميع الأطراف السورية. من جانبه، دعا وزير الخارجية الصينى وانغ يى، كافة الأطراف إلى ضبط النفس والهدوء فى التعامل مع الأزمة السورية القائمة، موضحاً أن الحل السياسى هو دائماً السبيل الواقعى الوحيد لحل القضية السورية، وأن التدخل العسكرى الأجنبى سيتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة وسينشر الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط. وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية البريجادير جنرال مسعود جزائرى، إن النار التى ستندلع جراء أى تدخل عسكرى محتمل فى سوريا، ستحرق النظام الإسرائيلى. وأضاف: «فى حال القيام بأى عمل عسكرى من قبل الجبهة المناهضة لسوريا، فإن الأمة السورية ستقاوم وستنتصر». وتابع: «العمل العسكرى الذى تعتزم كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا القيام به ضد الشعب السورى البرىء، هو فى الواقع عملية صهيونية تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية للصهاينة، الهجوم المحتمل على سوريا خيانة للبشرية»، محذراً من أن تداعيات هذا الاعتداء الذى وصفه ب«الشائن»، ستكون غير متوقعة. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، التزام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حالة الصمت حيال قرار التدخل العسكرى فى سوريا، بأنه يوحى باستسلامه لهذا القرار الذى يهدف إلى ردع حليفه الرئيس السورى بشار الأسد، وأوضحت الصحيفة، فى تقريرها أمس، أن الرئيس الروسى تجنب التعقيب بشكل علنى على التقارير الواردة عن استخدام النظام السورى أسلحة كيماوية، كما أنه وقف متفرجاً يراقب مجريات الأمور مثل معظم الشعب الروسى العادى، كما لو كانت الحرب الأهلية فى سوريا لم تصل إلى مرحلة حرجة لا يحمد عقباها. وأضافت: «صمت بوتين يوحى بأنه ليس فى وسع روسيا الكثير لفعله حيال التدخل العسكرى فى سوريا، إذا أقدمت الولاياتالمتحدة والدول الأخرى على هذا القرار دون إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مشيرة إلى أن هذه الأزمة زادت من الشعور المعادى لأمريكا وللدول الغربية، رغم أن هذا الأمر كان قد تلاشى بالفعل عند عودة بوتين للرئاسة فى عام 2012. وقالت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، أمس، إن الهجوم الذى تعد له الولاياتالمتحدة وبريطانيا على سوريا يستهدف ضرب روسيا، ونقلت الصحيفة عن المحلل الاستراتيجى الروسى أندريه فورسوف، قوله إن سقوط سوريا يعنى إزالة عقبة أخرى أمام الفوضى التى تعمل الدول الغربية الرئيسية على خلقها فى العالم مستهدفة روسيا على وجه التحديد. وأضاف: «الغرب سيبدأ، حال هزيمة سوريا، بحل المسألة الإيرانية والمسألة الروسية وربما المسألة الروسية أولاً، ويجب أن تستعد روسيا لهذا السيناريو، خاصة قبل حلول الذكرى ال100 لبدء الحرب العالمية الأولى التى لم يحقق الغرب الكثير من أهدافه لها فى عام 1918 ولا عام 1945 ولا عام 1991». ودعت الصحافة الرسمية الصينية، أمس، إلى تعبئة دولية لمنع حصول تدخل غربى مسلح فى سوريا، مؤكدة أنه «لا عذر للهجوم، وعلى المجتمع الدولى التحلى بالصبر بدلاً من الانجرار وراء أجهزة الاستخبارات الأمريكية».