فقدوا ساقًا دون أن يفقدوا الشغف بكرة القدم، ظلَّت تُلهب حماسهم وهم يتابعوها أطفالًا، ويحلمون باليوم الذى يستطيعون فيه اللعب بالساحرة المستديرة سويا. أتتهم الفرصة بعدما أعلن «محمود عبد العظيم» الذي ظهر راقصًا بساق واحدة في المباراة التي تأهلت بها مصر لكأس العالم، عن رغبته في إقامة مباراة تجمع من هم مثله بساق واحدة، ويتحقق لهم بعض من الحلم بمباراة بمركز شباب السلام، كان العكاز فيها بطلًا. «فريق المعجزات».. هكذا اتفق محمود مع 9 من الذين تعرف عليهم عقب شهرته على تسمية الفريق، ارتدى شارة «الكابتن» وفانلة المنتخب المصرى التي تحمل اسم اللاعب «محمد صلاح»، وانطلقت المباراة: «كان لازم أستغل صورتي في إني أدعو لإنشاء رياضة كرة القدم لمبتوري الساق» يتحدث محمود، بينما كان صديقه مصطفى محمد ذو ال22 سنة يلعب بالكرة وحيدًا، ويستهويه الحديث لدى ذكر فكرة إدخال اللعبة لمصر: «أنا فقدت ساقي وأنا عندي 5 سنوات، بس مقدرتش أبعد نفسى عن الكورة» يحكى الشاب الذي يلعب في منطقته مع جيرانه: «اللعب أكيد هيبقى صعب بس في الآخر ده شغف ومين يقدر يحرمنا من شغفنا». فارس.. أصغر لاعب: «عندى 14 سنة والمهم المهارة» محمود: «كان لازم أستغل صورتى فى الدعوة للماتش» يقف المدرب يسري محمد متابعًا اللعب، له سنوات يبحث فيها عن مجموعة كتلك، وكان محمود بالنسبة له مفتاح الوصول إليها: «محمود جمعهم من على الفيس، ولما جينا هنا واتدربنا اكتشفت فيهم مواهب غير طبيعية» يحكي الرجل شارحًا قواعد اللعب، التي تشترط في حارس المرمى أن يكون بذراع واحدة، وألا يلمس العكاز الكرة، وأي عرقلة للاعب بالعكاز سيُطرد اللاعب بسببها على الفور. ليست الكرة وحدها ما يلعب أفراد الفريق، فالسباحة والقوس يتميز فيهما محمد عظيم، ورفع الأثقال يتميز فيها كريم محمود، إلا أن الكرة لها وقْع مختلف على قلوبهم: «عشان الكورة بنسافر ونروح ورا المنتخب كل مكان، ولما جاتلي فرصة ألعب شبطت فيها طبعا» قالها أحمد خالد، حارس مرمى الفريق. فَقَدَ ثابت عبد العليم ساقه في حادث «موتوسيكل»، وسمِع عن المباراة من خلال الدعوة على فيس بوك: «نفسنا كلنا يبقى لينا لعب الكورة، زي ما في معاقين ليهم رفع أثقال وسباحة وطايرة». مع والده، جاء فارس أحمد، أصغر أفراد الفريق، بعدما أدى امتحان مادة العلوم في مدرسته الإعدادية، ورغم أن عمره 14 عامًا إلا أنه لا يخشى اللعب مع الكبار: «فقدت ساقي الشمال من 3 سنوات، ومبطلتش برضه لعب، في الأول الموضوع كان صعب دلوقتى سهل، والمهم المهارة والشجاعة النفسية». ينظر إليه والده الذي فقد ساقه هو الآخر بسبب الحادث، بنظرات كلها فخر: «مبسوط ليه إنه بيمارس حياة طبيعية، ونفسي يتحققله حلمه بإن اللعبة تبقى رسمية في مصر».