جمعة غضب من أجل القدس.. والمظاهرات تعم العالم

اندلعت اليوم مواجهات عنيفة فى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلى بقمع المتظاهرين الغاضبين الذين خرجوا للتأكيد على عروبة القدس بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إعلانها عاصمة لإسرائيل، وتم استخدام الرصاص الحى والمطاطى والغاز ضدهم، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطينى استشهاد شخصين وإصابة 300 آخرين فى المواجهات حتى مثول الجريدة للطبع.
فى قطاع غزة، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحى على المتظاهرين شرق مخيم خزاعة بخان يونس، وفى مخيم جباليا انطلقت مسيرة منددة بالقرار الأمريكى، حيث عبر المتظاهرون عن غضبهم من القرار الأمريكى حول القدس، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصوراً لمدينة القدس، وأصيب ما لا يقل عن 15 مواطناً، أحدهم فى حالة خطرة خلال المواجهات التى اندلعت شرق القطاع.
وذكرت مصادر طبية ومحلية لمراسلى وكالة الأنباء الفلسطينية، أنه جرى نقل مواطن فى حالة خطرة إلى المستشفى جراء تعرضه لنيران الاحتلال شرق غزة، فيما تركزت المواجهات فى مناطق شرق خان يونس والبرية وشرق غزة ومنطقة جباليا، ومعبر بيت حانون.
وفى القدس اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على المتظاهرين بمنطقة باب العمود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وأقامت الحواجز الحديدية لمنعهم من التظاهر والاعتصام فى محيطه، واعتدت على الموجودين سواء من المتظاهرين أو الصحفيين، وأعلن الهلال الأحمر عن نقل مصاب من باب العمود إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب المبرح، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال ببلدة (العيزرية) شرق القدس، وفى قلنديا شمال القدس، وصلت مسيرة تضم المئات من المواطنين إلى حاجز قلنديا واندلعت مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال، وفى قرية النبى صالح شرق رام الله، انطلقت مسيرة فلسطينية رافضة للقرار الأمريكى، واندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
وردد المعتصمون فى باحة باب العمود، فى وقفتهم الاحتجاجية، هتافات وطنية لنصرة القدس ومقدساتها ضد إعلان «ترامب»، فيما شهدت المنطقة عقب صلاة الجمعة مواجهات عنيفة بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال التى حاولت قمع وقفة احتجاجية فى المنطقة وأصابت عدداً من الشبان واعتقلت عدداً آخر وحولتهم إلى مركز «المسكوبية» غربى القدس المحتلة.
قوات الاحتلال تواجه الانتفاضة الفلسطينية ب«القوة المفرطة» وتقمع المسيرات السلمية المناهضة لقرار «ترامب» بالرصاص الحى والمطاطى وقنابل الغاز.. واستشهاد شخصين وإصابة 300.. ومستوطنون ووزراء إسرائيليون يقتحمون مغارة «قصرة» جنوب نابلس
وفى بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، جراء قيام قوات الاحتلال بقمع مسيرة سلمية على المدخل الشمالى لمدينة بيت لحم، وفى الخليل، قمعت قوات الاحتلال، مسيرات الغضب التى دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية بالخليل، والتى انطلقت عقب صلاة الجمعة فى مدينة الخليل وسائر بلدات وقرى ومخيمات المحافظة.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال استخدمت الرصاص الحى والمعدنى المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين.
وفى قلقيلية، انطلقت مواجهات فى بلدة كفر قدوم، وأصيب 3 مواطنين بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط فيما يتجه المتظاهرون إلى الحاجز الجنوبى لمدينة قلقيلية وأُصيب مصور صحفى فى كفر قدوم برصاصة مطاطية فى الرأس.
وفى طولكرم، انطلقت مسيرة حاشدة وسط المدينة شارك فيها المئات؛ تنديداً بقرار ترامب ونصرةً للقدس، أما فى نابلس بالضفة الغربية المحتلة، فأصيب عشرات المواطنين بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قرية قصرة جنوب شرق نابلس، وذكرت مصادر الهلال الأحمر الفلسطينى فى نابلس، أنها تعاملت مع عشرات من حالات الاختناق خلال المواجهات فى منطقة الجبل فى قرية قصرة.
من جهتها، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلى انتشارها على مداخل قرية كفر قدوم الواقعة قرب نابلس، وسيرت دورياتها الراجلة والراكبة فى الطرقات التى تربطها مع محيطها من القرى والبلدات الفلسطينية، وقام جنود الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى اليوم، بتفتيش السيارات الداخلة إلى البلدة والخارجة منها والتدقيق فى هويات ركابها بعد إنزالهم منها، وإعادة كل من لا يحمل هويتها.
وقال منسق المقاومة الشعبية فى كفر قدوم، مراد شتيوى، إن هذه التعزيزات جاءت لمنع أهالى القرية والمقاومة الشعبية من تنظيم مسيرة احتجاجية تنديداً بقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجائر، الذى يمس بالقدس عاصمتنا الأبدية، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات لن تثنى أهالى كفر قدوم عن تنظيم هذه المسيرة، بل ستزيدهم إصراراً على تنظيمها أسوة بباقى محافظات الوطن، وأضاف شتيوى أن المشاركين فى المسيرة التى تنطلق ظهر اليوم من مساجد كفر قدوم باتجاه مدخل القرية الشرقى الذى تغلقه قوات الاحتلال منذ عشرين عاماً سيعلون أصواتهم ضد ترامب وسياساته العدوانية وضد الاحتلال وجرائمه.
واقتحم مستوطنون يهود، بينهم وزراء إسرائيليون، تحت حراسة أمنية مشددة صباح اليوم، مغارة «قصرة» جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل المنطقة الشرقية ونشرت عشرات الجنود منذ الساعة الرابعة فجراً، تمهيداً لاقتحام المستوطنين، مؤكدين أن الأهالى هدموا المغارة فى ساعة متأخرة من ليلة أمس حتى لا تكون ذريعة لاقتحامات مستقبلية.