تظاهر آلاف المصريين، مساء أمس، ضد إدارة الرئيس أوباما، الداعمة لتنظيم الإخوان، وضد انحياز الاعلام الأمريكي لهم. ومرت مسيرات المصريين الأمريكيين أمام البيت الأبيض، وعبر شوارع واشنطن، وأمام جريدة "الواشنطن بوست" وقناة "CNN" رافعين شعار "الواشنطن بوست و سي إن إن تدعمان الإرهاب"، رافضين الحديث عن وجود فتنة طائفية في مصر، ورفعوا شعار "المسلمون والمسيحيون يد واحدة". تجمع المشاركون في المسيرة أمام مقر منظمة كير الإسلامية، والتي قالوا أنها تعتبر سفارة التنظيم العالمي للإخوان في واشنطن، ثم اختتمت المسيرة أمام مقر الملحقية العسكرية المصرية في واشنطن، لتحية الجيش المصري على دوره البطولي ضد الإرهاب. وقال المتظاهرون في بيان لهم خلال المسيرات، إنه "في 14 أغسطس 2013، قام الإخوان المجرمين بقتل 43 ضابط وشرطي ومئات المصريين، وأاشعلوا عشرات الحرائق في الكنائس والمؤسسات المصرية، وذلك بغرض إسقاط مصر، وبلغ عدد الكنائس والمؤسسات الدينية المسيحية والمدارس المسيحية التي تم حرقها حتى الآن 82 كنيسة ومؤسسة دينية، يضاف اليهم الاعتداء على 20 كنيسة في عهد مرسي، وبذلك تكون اعتداءات الإخوان على المؤسسات والكنائس المسيحية في سنة واحدة، تفوق المائة، بالإضافة إلى المئات من بيوت ومحلات الأقباط وأعمالهم". وقالت حنان البدري، الصحفية المصرية المقيمة في واشنطن، إن تظاهرات المصريين في الأنحاء الأمريكية، الخميس، شكلت نقطة تحول جديدة في تفاعلهم، سواء علي مستوى التعاطي بين فئاتهم المختلفة، أو على مستوي الشكل التنظيمي بين مختلف المنظمات المصرية هناك، فرأينا نوع من الوحدة والتوافق على الأهداف، وهي رفض عنف الإخوان ومقاومة الدعم الأمريكي لما يوصف بتيار الإسلام السياسي، وأيضا رفض تواطؤ مختلف وسائل الإعلام الأمريكية، لاسيما الواشنطن بوست والسي إن إن. وأكد الدكتور مجدي خليل، المتحدث باسم منظمة التضامن القبطي في الولاياتالمتحدة، ل«الوطن» أن المسيرات أرسلت رسالة واضحة للإدارة الأمريكية، وهي أن المصريين الأمريكيين يرفضون سياستهم في دعم الجماعات المتطرفة على حساب إرادة الشعب المصري، ورفضهم للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية المصرية أو الضغط على صانعي القرار المصريين، بالحديث عن وقف المعونة أو تأجيلها. وتابع خليل: "مصر دولة كبيرة وليست منعزلة حتى يؤثر الخارج على قراراتها، ولا يمكن لأحد الاستغناء عن علاقته معها، والدبلوماسية المصرية قادرة على الوقوف بوجه أي دولة تحاول تشويه الثورة المصرية والتحالف مع المتطرفين". وقالت الدكتورة هناء إبراهيم، منسقة حزب الدستور في 3 ولايات أمريكية، إن نحو 5 آلاف مصري، تجمعوا أمام البيت الأبيض، ثم ساروا إلى الواشنطن بوست، التي أجبرتها الأعداد الضخمة للمسيرة على إغلاق مبنى الصحيفة لمدة ساعة. وأكدت أن المسيرة حملت مطلبين، هما مطالبة الحكومة الامريكية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية، واعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وأضافت: "وقعنا على عريضة تتطلب جمع 100 ألف توقيع في 30 يوم، للاعتراف بمطالبنا، باعتبار تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي، ونحن نجحنا في جمع 187 ألف في 28 يوم فقط، ورغم ذلك لم يرد البيت الابيض حتى الآن على مطلبنا".