مجمع خدمات حكومى، يقدم الخدمات لأهالى مدينة الصف بمحافظة الجيزة، يضم قسم الشرطة ومجلس المدينة ومركزاً لسيارات الإسعاف وآخر للمطافى، تعرض لإشعال النيران صباح الأربعاء الماضى أثناء فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وفقاً ل«معوض جمعة» صاحب مركز اتصالات يقع فى مواجهة المجمع مباشرة. «معوض» أوضح أن من نفذوا الاعتداء على القسم لم يعرف أحد هويتهم فى البداية، سواء كانوا من «العرب» أو «الإخوان»، حيث اختلفت روايات الأهالى وشهود العيان، لكن الطرفان احتشدا أمام القسم وظهر معهما السلاح الآلى أثناء الاشتباكات. يقول «معوض» إن بداية الأحداث تعود إلى ورود إشارة إلى قسم الشرطة بأن قسم أطفيح جرى الاعتداء عليه، وهناك عناصر مسلحة ستهاجم قسم شرطة الصف، مضيفاً أنه علم بذلك من أحد ضباط شرطة القسم الذى طالبه بغلق المحل والانصراف حتى لا تتعرض حياته للخطر. قوات الشرطة المكلفة بتأمين القسم تتأهب أمام مدخله الرئيسى لحمايته من محاولات الاقتحام، وتجمعات لعناصر الإخوان فى أماكن متفرقة فى المدينة ذات الطبيعة القبلية، هذه التجمعات لم تقتصر على أبناء الصف فقط إنما تضم عشرات من القرى والمناطق المجاورة، وفقاً ل«محمد جمعة» الشقيق الأكبر ل«معوض»، أحد شهود العيان، موضحاً أن تجمعات الإخوان وحلفائهم بدأت فى الحادية عشرة صباحا، حيث تجمعوا فى 3 مسيرات؛ الأولى أمام نادى المعلمين، والثانية فى موقف سيارات الأجرة، والأخيرة أمام المدرسة بشارع الجيش، ثم تجمعت الثلاث مسيرات وردد المشاركون فيها هتافات «الله أكبر.. حسبنا الله ونعم الوكيل» و«الداخلية.. بلطجية» و«إسلامية.. إسلامية» وحاصروا القسم، وبدأوا قذف قوات الشرطة بالحجارة، فتصدت لهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتطور الصراع بين الطرفين إلى تبادل إطلاق الرصاص الحى والخرطوش، فى معركة استمرت 5 ساعات متواصلة، استخدم فيها أنصار المعزول المدعومين من بعد قبائل العرب «بدو الجزيرة»، كما يقول «معوض»، الحجارة والمولوتوف وانتهاء بالسلاح المتعدد «جرينوف» الذى كان محمولاً على سيارة ربع نقل، واستطاع المحتشدون التمركز فوق أسطح العمارات المواجهة لمبنى القسم بمساعدة صاحبها الذى يدعى «معنى صباحى» الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان، وهو السبب الرئيسى من وجهة نظر «معوض» فى السيطرة على القسم، مبرراً ذلك بأن قوات الشرطة أصبحت هدفاً سهلاً للمقتحمين بعد استهدافهم من فوق هذه العمارات. بدأت المعركة، حسب روايات شهود العيان، فى الحادية عشرة صباحا وانتهت فى الرابعة عصرا بانسحاب قوات الشرطة من الباب الخلفى للقسم، بعد نفاد الذخيرة تماما، إذ لم يجد الضباط وجنودهم أى وسيلة أخرى غير الانسحاب من الباب الخلفى، خاصة بعد تأخر مديرية أمن الجيزة فى إرسال تعزيزات إضافية لتأمين القسم، وبعد النداءات المتكررة من مأمور القسم العميد محمود شوقى الذى طلب فيها تعزيزاً من مديرية أمن الجيزة ولم يتم الاستجابه له. ويوضح «محمد جمعة» أن الضحايا سقطوا من الطرفين، ويقول «مات عسكرى يدعى ضاحى، ومحام كان فى زيارة للقسم اسمه نزيه الديب، و3 من أهالى الصف كانوا يتابعون الأحداث هم سيد عبدالله إمام، واثنان من العرب الذين كانوا يحاولون اقتحام القسم، بخلاف إصابة عشرات جرى نقلهم إلى المستشفى». ويكمل «جمعة»: مبنى قسم شرطة الصف، يقع فى خلفية المجمع الخدمى للمدينة، ويتكون من مبنيين، الأول 3 طوابق أتت النيران على جميع محتوياته، بينما يقع الثانى خلف المبنى الرئيسى الذى يضم الحجز ومكان إقامة المجندين، ويحيط بالقسم سور خرسانى مرتفع، تضم ساحته جراجاً خاصاً للسيارات، تظهر فيه أطلال وبقايا السيارات المحترقة «3 عربات بوكس، 2 سيارة ترحيلات وأخرى لنقل تشكيلات جنود الأمن المركزى»، تم تدمير جميع السيارات سواء بإشعال النار فيها أو تحطيمها، واستولى اللصوص وجامعو الخردة من «الغجر» على جميع محتويات المكان، بما فيها من قطع وأجزاء السيارات التى تم تفكيكها. ووفقاً ل«جمعة» فإن خسائر قسم الشرطة هذه المرة أكبر من المرة الأولى التى حرق فيها القسم أثناء ثورة 25 يناير، وكذلك الخسائر التى أصابت مجلس المدينة والإسعاف والمطافى كانت كارثية مقارنة بما حدث فى جمعة الغضب 2011، وفى داخل المجمع الخدمى بمنشآته الأربع ما زالت عملية النهب والسطو على محتويات المكان مستمرة، حتى مسجد القسم الذى لم ينج من سرقة اللصوص، حسب «جمعة»، الذى اتهمهم بسرقة سجاد الصلاة.