لديه رصيد لا بأس به من التصريحات الفجة التى تضعه فى الصفوف الأولى بقائمة المحرضين، عباراته ترن فى الآذان تاركةً أثراً بالغاً فى نفوس مؤيديه، يعشق الكاميرات والتصوير وخطف الأضواء دائماً، حتى وإن كلفه الأمر حياة الآخرين وإرهابهم، لا يجد حرجاً فى أن ينطق بأعلى صوته «اللى هيرش مرسى بالميّة هنرشه بالدم»، إنه المدعو صفوت حجازى، الذى لا يخجل من أن يرسم على وجهه ابتسامة صفراء لكل كلمة دماء ينطقها ومع كل عبارة محرضة على قتل الملايين. أسلوبه وفظاظته دفعتا قيادات الجماعة للتبرؤ منه على شاشات الفضائيات لكن سيرته الذاتيه لا تزال ضمن قائمة إخوان محافظة كفرالشيخ فى صفحات موقع جماعة الإخوان المسلمين الرسمية، واصفين إياه بأنه «أهم أعلام إخوان محافظة كفرالشيخ» مسقط رأسه حيث ولد بقرية الورق التابعة لمركز سيدى سالم.. تنكُّر «الجماعة» الدائم له لا يمنعه من تقبيل أيادى القيادات أمام كاميرات التليفزيون فكلما وجد «مرسى» أسرع بتقبيل يديه أمام الواقفين، فى ميدان التحرير عقب فوزه بانتخابات الرئاسة، رغم أنه كان يفكر فى خوض نفس الانتخابات لكنه تراجع عن الأمر لأسباب تتعلق ب«الجماعة». قبل ثورة 25 يناير لم يكن له وجود ولم يكن معروفاً لأحد، لكنه تفنن فى سرقة أحداث الثورة وإعادة سردها على المواطنين عبر فضائيات تدعم جماعة الإخوان المسلمين الذى ينتمى إليها، فبدا وكأنه وحده صانع الأحداث وشاهد عليها، مهما اختلفت توقيتاتها أو اختلفت أماكنها، لا يجد حرجاً من الحديث بلسان الثوار بل يمنح الآخرين صك الثورية، فيصف المنتمين لفصيله بالثوار وينفيها عن المعارضين لهم، بل إنه لا يجد عيباً فى وصم الثوار الذين خرجوا للتظاهر ضد المجلس العسكرى عقب تنحى «مبارك» عن الحكم، بكلماته «إنهم يذهبون إلى شقة فى منطقة العجوزة لممارسة الرذيلة والحث على الفحشاء والمنكر»، «حجازى» الذى صرح بأن الإسلام دخل التليفزيون المصرى مع أول ظهور لمذيعة محجبة على شاشاته، هو نفسه الذى هاجم الفضائيات والإعلام ودعا لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، ينتفض «حجازى» أمام الكاميرات ليكشف عما بداخله فى اعتصام «رابعة العدوية» مهدداً خروج الملايين فى 30 يونيو لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى بقوله: «من يفكر فى إسقاطه سأقول لهم: دونها الرقاب وإذا قلناها فعلناها». ينفعل فى حديثه عن وزير الداخلية محمد إبراهيم بقوله: «هو مش راجل.. لو راجل يقرب من المعتصمين فى رابعة ونشوف هنعمل إيه»، هنا فقط تصبح الرجولة خطوة نحو الفرار.. حجازى صاحب أشهر هتاف «على القدس رايحيين شهداء بالملايين»، تتغير وجهته حينما يتعلق الأمر بحياته، فيسلك طريقه بعد فض الاعتصام إلى «واحة سيوة» ومنها إلى ليبيا حيث يوجد إخوانه الليبيون فى التنظيم الدولى.