لا يجيد الشيخ صفوت حجازى فن العزف على أى آلة موسيقية ورغم ذلك تحول إلى مايسترو من نوع خاص جداً لجماعة الإخوان يعزف ألحاناً ليجمل بها وجهها القبيح، وينشد الموالد السياسية لها فالجماعة ترى فى «حجازى» مواهب سياسية خاصة وقدرة على صناعة مشاهد نفاق سياسى لا تضاهى مثيلتها عند أى شخص آخر، ولذلك فهى تحرص على أن يبقى حاضراً فى كل المشاهد المصنوعة لتأييد الرئيس تحت ستار الشرعية. قبل الثورة كان صفوت حجازى مجرد داعية يهرول وراءه علية القوم للحصول على فتاوى مخصصة لهم، وكان قريباً من أجهزة الأمن فى النظام السابق بدرجة كبيرة، رغم أنه تعرض للتضييق فى قناته الفضائية الناس والرحمة التى كان شريكاً فيها وأغلقت خوفاً من دعاية الإسلاميين للإخوان فى انتخابات برلمان 2010 رغم أنها كانت تمارس العنف والتحريض على الأقباط، ولكنه كان له نصيب من بعض المكاسب المعنوية التى كان يتمتع بها بسبب صلاته بالأمن ولم يكن «حجازى» يتحدث فى تلك الفترة لا فى السياسة ولا عن النظام السابق وبنى كل ميراثه على سباب الأقباط. وبعد اندلاع الثورة التى لم يكن «حجازى» مؤمناً بنجاحها ذهب إلى السويس فى الأيام الأولى من الثورة بدعوة من الأمن لتهدئة الثوار الغاضبين على سقوط شهداء، وحاول الرجل أن يثنيهم عن التظاهر، ولكنَّ طلبه قوبل بالرفض والسخرية من الثوار الذين انتقدوه وهتفوا ضده. وبعد أن تأكد «حجازى» من انهيار جهاز الشرطة ذهب إلى التحرير بشكل جديد وسط مجموعة من شباب الجماعة وبعض مؤيديه الذين حاولوا تسويقه فى الميدان بشكل جديد على أنه حامى الثورة حتى إنه اضطر إلى أن يطلق على نفسه مسميات مختلفة ليخرج من ورطة عدم المشاركة فى الأيام الأولى من الثورة، فقال إنه الأمين العام لتنسيقية الثورة ورفع أنصاره صوره فى الميدان حتى نجحت عملية تسويقه وبات أحد رموز الميدان، ونجا من مقصلة التشويه التى طالت غيره وساهمت قناة الجزيرة فى عملية تسويق الرجل بعد أن استضافته على حلقات ليوثق للثورة من منظوره الإسلامى بالطبع. وبعد حصول الجماعة على الأغلبية فى البرلمان السابق مال «حجازى» تجاه الجماعة التى كان ينتمى إليها، ولكنه فضل السير فى ركاب بعض القوى السلفية فى البداية ووضع نفسه تحت تصرف الجماعة، خاصة أنه يرتبط بعلاقات مع المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد. وظهر خضوع «حجازى» للجماعة بعد أن تقدم بأوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة الماضية فى 7 إبريل من العام الماضى، كمرشح عن الجماعة الإسلامية، ولكنه اضطر إلى الانسحاب بعد أن أعلنت جماعة الإخوان عن ترشيح خيرت الشاطر رئيساً ومن بعده الدكتور محمد مرسى، وساند «مرسى» بقوة وظل أحد الألسنة التى تتحدث باسم الجماعة وتدافع عن مواقفها وإن فقد كثيراً من البريق الذى كسبه بفضل استعراضه فى ميدان التحرير أثناء الثورة. «حجازى» شعر بأنه فقد السلطة التى كان يسعى وراءها ولم يحصل من الجماعة على أى مكاسب، فقرر أن يبقى فى منطقة الميادين فيدعو إلى الجهاد ويطلق تصريحات عنترية ويتاجر بقضية النضال، بعدها يختفى ليعود من نافذة أخرى. حجازى «البواس» تعود أن يلقى قبلة على يد من يعتقد أنهم أسياده وأصحاب الفضل عليه فقام بتقبيل يد مرشد الجماعة وحازم صلاح أبوإسماعيل وأخيراً كان المشهد المثير للسخرية والاشمئزاز حينما قام يتقبيل يد الدكتور محمد مرسى فى مؤتمر نصرة سوريا وهو المؤتمر الذى سبقه تصريحات خطيرة من «حجازى» تؤكد ارتكابه جريمة كبرى بعد أن انصهر فى الجماعة وأصبح يعشق العمل السرى فقال: «أقولها صريحة ندعم الثورة السورية منذ أكثر من عام بالسلاح ونتمنى من جميع الدول دعم الثوار فى سوريا بالسلاح». تصريحات «حجازى» التى كانت كاشفة عن دور خطير يلعبه يضر بالأمن القومى لم يهتم به الرئيس، وبالطبع روجت له الجماعة باعتبارها أنه يدعم موقفها من القضية السورية بأكملها. «حجازى» ينتظره دور أكبر فى السلطة خاصة أنه أحد الباحثين عن الشهرة حتى لو ذهب إليها فى أبعد الطرق ولذلك عاد يمارس أدواره الاستعراضية وظهر فى مليونية «لا للعنف» كأحد المهددين لمتظاهرى 30 يونية والمطالبين بإسقاط الرئيس وأطلق بالطبع تصريحه الاستعراضى بأن «اللى يرش مرسى بالمية هيرشه بالدم» وهو بالطبع تصريح تحريضى يطلقه أحد شيوخ الفتنة السياسية التى تمارسها الجماعة.