استمرارا لحالة الاحتجاجات في عدة مدن كولومبية، بمشاركة آلاف السكان الأصليين منذ نحو أسبوع، بهدف الضغط على الحكومة من أجل إمدادهم بمساعدات زراعية، وتوفير فرص عمل. وقال المحتجون، إن الحكومة لا تزودهم بالبنية التحتية التعليمية والصحية الكافية، وذكرت وكالة "الأناضول" التركية: أغلق المحتجون عددّا من الطرق السريعة في البلاد، وخاصة في مناطق "كالي" و"بوبايان" و"هويلا". واتهم المحتجون الحكومة بعدم توفير البنية التحتية التعليمية والصحية الكافية، واحتجزوا متظاهرون ينتمون إلى جماعة "إيمبيرا" العرقية، قوات من الشرطة حاولت منعهم من مواصلة مظاهرة احتجاجية في إقليم ريسارالدا؛ للمطالبة بمساعدة زراعية من الحكومة. وذكر موقع "بوجوتا بوست" الكولومبي، أن الاحتجاجات التي دعت إليها "المنظمة الوطتية للسكان الأصليين"، و"المنظمة الإقليمية للسكان الأصليين، جاءت بعد أسابيع من مقتل أحد زعماء السكان الأصليين ويدعى أوليو فوريسترو وأحد الصحفيين ويدعى إفيجينيا فاسكيز في"كاوكا" جنوب غربي البلاد. وأعلن وزير الدفاع الكولومبي لويس كارلوس فيليجاس، أمس ، إصابة 49 عنصرًا من الشرطة خلال مواجهات مع السكان الأصليين، كانوا يتظاهرون ضد الحكومة، فيما أشارت وزارة الدفاع الكولومبية، أمس الأول، إلى إطلاق سراح 17 شرطيا، احتجزتهم جماعة عرقية من السكان الأصليين لمدة 24 ساعة، فيما قالت وسائل إعلامية محلية إن المواجهات أسفرت عن مقتل 3 من المتظاهرين وإصابة 79 آخرين. وأوضح مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في كولومبيا تود هاولاند، إلى التفاهم بين الحكومة والمحتجين، معربًا عن قلقه إزاء الأحداث، وقال إن الشرطة الكولومبية تعامل السكان الأصليين وكأنهم مجموعات مسلحة، واصفًا ذلك بالتهور. وذكرت قناة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية، في وقت سابق، أن "الحكومة الكولومبية، حاولت عن طريق برامج الدعم الزراعي، الحد من تنقل السكان الأصليين مثلما نرى في محمية "كوفان" في مقاطعة "بوتومايو"، مشيرة إلى أن المجتمعات الريفية كهذه، عرفت لسنوات عديدة، قتالا بين الجماعات المسلحة والحكومة. وأضافت القناة الإخبارية، أن بعض السكان قتلوا، والكثيرمنهم هربوا، والنزاع فرض عليهم عزلة وقلل من الموارد الغذائية والفرص التجارية.ودعت المفوضية العليا لشئون اللاجئين، في عام 2009، السلطات الكولومبية لاتخاذ التدابير الضرورية لحماية السكان الأصليين من العنف والتشرد، حيث تتزايد الهجرة لانعدام الأمن شمال شرقي البلاد. وأشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في عام 2008 إلى التهجير القسري للسكان الأصليين في كولومبيا، وقال المتحدث باسم المفوضية، في ذلك الوقت رون ردموند: يوجد نحو مليون شخص من السكان الأصليين في كولومبيا ينتمون لأكثر من 80 مجموعة هندية أمريكية ويتحدثون أكثر من 60 لغة. وتعرضت كل هذه المجموعات للتهجير القسري أو تخضع للتهديد بسبب النزاع المسلح الدائر في كولومبيا، موضحا أن السلطات تسجل كل عام ما بين 10.000 إلى 20.000 شخص اضطروا لترك ديارهم، مؤكدا أن معيشة وثقافة ونمو السكان الأصليين الاقتصادي والاجتماعي يعتمد على ارتباطهم الوثيق بأراضي أسلافهم، وأشار المسؤول الأممي، إلى فقدان الأراضي والانتقال للمدن في مناخ غريب يهدد بقاء هذه المجموعات". وذكرت وكالة "الأناضول"، أنه يبلغ عدد السكان الأصليين في كولومبيا عددهم مليونا ونصف المليون، من إجمالي 49 مليون نسمة.