لم توقفهم الأحداث المتتالية منذ فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، لم يقفوا كثيراً أمام صور القتلى من الجانبين ولم يهتموا بإلقاء التهم على بعضهم البعض، فمنهم من أيد الفض ومنهم من عارضه، لكنهم اجتمعوا فى النهاية على العودة لميدانى «النهضة» و«رابعة» مرة أخرى ليس من أجل الاعتصام أو التظاهر، لكن ليرفعوا شعار «معاً للتطهير». ميدان النهضة شاء القدر أن يحمل نهاية ذلك المشروع الوهمى الذى حمل الاسم نفسه «النهضة إرادة شعب» لتصبح كما يقول أدهم منسق حملة التطهير: «النهضة تحولت لإبادة شعب وكل اللى ينزل رابعة والنهضة هيعرف يعنى إيه تبص حواليك ما تلاقيش غير الدمار والهلاك ورائحة الدم وآثار الحرائق على الحوائط والأعمدة». «أدهم» الشاب العشرينى وأحد أصدقاء الشهيد جابر «جيكا» أكد أن حملته وأصدقائه لتنظيف ميدانى الاعتصام هدفها عودة روح ميدان التحرير مرة أخرى: «إحنا فاكرين بعد ثورة يناير نزلنا كلنا نضفنا الشوارع والميادين ودهنا ميدان التحرير بأرصفته وحيطانه وتحول لمزار سياحى، إحنا مش عايزين الإخوان يستغلوا المكان ويعملوه مزار لمذبحة زى ما بيصروها». مجموعة كبيرة من أصدقاء «أدهم» ستشاركه حملة تطهير ميادين الاعتصام كما يؤكد قائلاً: «إحنا متوقعين إن ممكن يحصل قلق فى البلد قبل يوم السبت لكن ده مش هيخلينا نتراجع. مجموعة كبيرة من المقشات، وأدوات النظافة، والبويات، قرر «أدهم» جمعها وتجهيزها بالجهود الذاتية، ويدعو سكان الميادين لمشاركتهم فى حملتهم: «دول لازم يحسوا إنها هترجع أنضف مما كانت ونعوضهم عن الويلات اللى شافوها فى الاعتصام».