لم تهدأ تركيا منذ فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، اتصالات مع نظرائه في بلدان المنطقة وفي الدول الغربية والمجتمع الدولي، وتحدث هاتفيا مع وزراء خارجية قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ومن المنتظر أن يواصل داود أوغلو، نشاطه اليوم بالاتصال بمسؤولين دوليين، يمكنهم لعب دور فاعل في المجتمع الدولي، وعلى رأسهم المفوضة العليا لشوؤن الأمن والسياسة الخارجية كاثرين أشتون. وركز داود أوغلو، على حض المجتمع الدولي للتحرك الفوري تجاه ما يحدث في مصر، خلال محادثاته، وأكد على ضرورة اتخاذ موقف دولي واضح وحاسم ومشترك، كما شدد على ضرورة الإقدام على الخطوات اللازمة من أجل العودة إلى الديمقراطية وتحقيق حوار ومصالحة يشارك فيهما جميع الأطياف في البلاد. وعقب التحرك الدبلوماسي التركي، بدأت التصريحات تتوالى من البلدان المختلفة، حيث أدلى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، عقب حديثه الهاتفي مع "داود أوغلو" مباشرة، بتصريح أعرب فيه عن قلقه من الأحداث في مصر، فيما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأحداث "ضربة خطيرة" لجهود المصالحة وآمال الشعب المصري بالعودة إلى الديمقراطية. من جهة أخرى، تشير أوساط دبلوماسية إلى بدء تبلور فكر مشترك لدى المجتمع الدولي إزاء أحداث مصر، موضحةً أن التطورات الأخيرة والعنف والقتل الممارس بحق المدنيين هي أحداث من شأنها التأثير على مستقبل البلاد. وتقول الأوساط نفسها إن تعيين 19 محافظًا من عسكريين متقاعدين، في إطار حملة تعيينات شملت 25 محافظة، يعطي فكرة عن طبيعة الحكومة المؤقتة، معربة عن زيادة المخاوف من العودة، مع التعيينات الجديدة، إلى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.