عززت قوات الأمن اللبنانية اليوم من إجراءات الحماية أمام جميع المصالح التركية في العاصمة بيروت وخارجها، خشية تعرض المواطنين الأتراك المتواجدين في لبنان لأي سوء. وبحسب ما قاله رئيس شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة للأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم، فإن القوى الأمنية اللبنانية اتخذت سلسلة إجراءات احترازية في محيط الفنادق التي يتواجد بداخلها نزلاء من الجنسية التركية، إضافة إلى تعزيزات مشددة أمام المصالح التركية. وتأتي هذه الإجراءات على خلفية تهديد أهالي مخطوفي أعزاز السورية بتصعيد تحركاتهم بداية من اليوم ضد كل المصالح والمؤسسات التركية في لبنان، وهي تحركات لن تكون سلمية، بحسب قولهم، كما تأتي بعد ثلاثة أيام من حادث اختطاف طيارين تركيين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي فجر الجمعة الماضي. وتطالب المجموعة اللبنانية الخاطفة التي تطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا"، أنقرة بالتدخل لدى إحدى جماعات المعارضة السورية، لإطلاق سراح 9 مختطفين لبنانيين في منطقة أعزاز السورية، مقابل الإفراج عن الطيارين التركيين. وكانت إحدى الجماعات السورية المسلحة المعارضة لنظام بشار الأسد، اختطفت 11 لبنانيا في منطقة أعزاز مايو الماضي، خلال عودتهم من زيارة مقدسات شيعية في إيران، ثم أفرجت عن اثنين منهم بوساطة تركية. ومنذ ذلك الحين ينظم أهالي المخطوفين التسعة المتبقين احتجاجات طالت عددا من المصالح التركية في لبنان، للضغط من أجل معرفة مصير أبنائهم. ومن جهته، أعلن السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز، في تصريحات صحفية اليوم، أن بلاده أغلقت مؤقتا المركز التجاري التركي والمركز الثقافي الكائن في بناية اللعازرية وسط بيروت. وأشار أوزيلديز إلى أن التراجع السلبي في العلاقات الثنائية تجسد في الدعوة الرسمية لوزارة خارجية بلاده إلى عدم توجه الرعايا الأتراك إلى لبنان للسياحة، والطلب من السياح الأتراك الموجودين في لبنان مغادرته. وفي غضون ذلك، أخلى المركز الثقافي التركي وسط بيروت، مكاتبه من الموظفين خشية تعرضهم لأي مضايقات، فيما طلب مكتب الخطوط الجوية التركية من موظفيه مغادرة المكتب وتسيير أعمالهم من مكاتب مختلفة. كما شهد محيط مكتب وكالة الأناضول التركية للأنباء المحاذي للسراي الحكومي وسط بيروت، اليوم، إجراءات أمنية، حيث تم نشر عناصر من القوى الأمنية مجهزة بالدروع الوقائية عند مداخل البناية التي يتواجد بها مقر الوكالة، فيما تم قطع الطريق المؤدي إليه.