بدأت مدينة غزة المحاصرة من إسرائيل، تصدير شحنات جديدة من النباتات العطرية للسوق الأمريكية، والمزروع في أرضها لأول مرة. وكشف مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة في حكومة غزة المقالة تحسين السقا عن أن حوالي خمسة أطنان من النباتات العطرية تم تصديرها إلى السوق الأمريكية. وقال السقا، إن النباتات العطرية تعد المنتج الزراعي الأول الذي تصدره غزة للسوق الأمريكية، مشيراً إلى أن حوالي 20 طنا من هذه النباتات وصل أسواق أوروبا. وتعد السوق الأميركية ثاني سوق عالمية تصل إليها هذه الأصناف من المنتجات الزراعية لقطاع غزة بعد السوق الأوروبية . ولفت مدير عام التسويق والمعابر إلى أن النباتات العطرية وهي عبارة عن (النعنع، والريحان، والبصل الثومي "الأخضر الرفيع الأوراق") تحظى بقبول واسع للتسويق في أوروبا، إذ يتم تصدير أكثر من 600 كيلو أسبوعيا. وأكد السقا أن هذا المنتج يعد بالنسبة لأمريكا ودول أوروبا نباتات وأعشاب طبية عدا عن الاستخدامات الأخرى مشيراً إلى أن هذا النوع من النباتات يختلف عن النعنع والريحان والبصل الأخضر العادي المعروف في الأسواق الغزيّة. وتقوم وزارة الزراعة بغزة بشراء بذور هذه النباتات وزرعها في المحررات (المستوطنات سابقا)، على مساحة 30 دونم، وتسعى كما يؤكد السقا إلى توسيع المساحة ل200 دونم من أجل توسيع الكمية المصدّرة خلال الفترة المستقبّلية. وأمام لسعات الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع فإن هذا المنتج يعد مدخلا أساسيا نحو خلق اقتصاد مقاوم كما يرى السقا والذي أكد أن العملية الإنتاجية لهذه النباتات غير مكلّفة ويتم زارعتها على مدار العام ولا تستهلك المياه، وتوفر الدخل لآلاف المزارعين العاطلين عن العمل. وأشار السقا، إلى أن منتج النباتات العطرية هو المنتج الوحيد الذي يصدره قطاع غزة إلى الأسواق الخارجية في الوقت الحالي بعد توقف تصدير سائر منتجات المحاصيل التصديرية للخارج كالتوت الأرضي والزهور والخضار. وفي أوروبا تستخدم المطاعم والفنادق أوراق هذه النباتات في وجبات الطهي، كما يتم استخدامها من جانب بعض شركات الأدوية في استخراج زيوت التجميل والمركبات المستخدمة في العلاج. وتمنى مدير عام المعابر والتسويق أن يتم فتح كافة معابر القطاع، مشددا على أن حجم الصادرات من القطاع إلى الأسواق الأوروبية يسجل أدنى مستوياته. وأشار السقا إلى أن ما يتم تصديره من خارج القطاع لا يتجاوز نسبة ال2%، وقال إن صادرات غزة إلى السوق الإسرائيلي قبل الحصار كانت من 30 إلى 40 ألف طن سنوياً من مختلف أنواع الخضار "بندورة، وفلفل حلو، والكوسا"، 10 آلاف طن سنوياً للضفة، و10 آلاف طن سنوياً للأسواق الأوروبية والعربية"، أما الآن فقد انخفض حجم صادرات الخضار إلى أقل من 1000 طن. أما الزهور فكانت بنسبة 40 إلى 50 مليون زهرة، واليوم لا يتم تصدير سوى "10" ملايين زهرة. وأبقت إسرائيل على معبر كرم أبو سالم (بين مصر وغزة وإسرائيل) معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع بشكل جزئي ومحدود إلى القطاع بعد أن أغلقت معابر القطاع الحدودية في عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على غزة.