يشكو أهالى محافظات القليوبية والشرقية والدقهلية من سوء حالة قطارات خط الشرق الذى يبدأ من محطة الليمون بالقاهرة وينتهى بمحطة المنصورة بالدقهلية، مروراً ببعض مدن القليوبية والشرقية، متهمين الحكومة بتعمد إهمال الخط واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثالثة، مثل نوعية القطارات التى يستقلونها صباحاً ومساءً، اشتكوا كذلك من الغياب الأمنى وتأخر مواعيد القطارات وتهالك العربات. رصدت «الوطن» معاناة الركاب داخل القطار رقم «341»، والمتجه إلى المنصورة، واستقلت القطار مع الأهالى واستمعت إلى شكاواهم. دقات الساعة تشير إلى الثانية وعشر دقائق ظهراً، موعد انطلاق الرحلة إلى المنصورة، صافرة إنذار القطار تدوى فى أرجاء محطة الليمون، تنذر الجميع بتحرّك القطار، شباب وشيوخ يهرولون على رصيف المحطة للحاق بالقطار، يهربون من زحام العربات الأخيرة ويتجهون إلى العربات الأمامية خلف الجرار، يصدمهم جلوس بعض الركاب بأرضية باب العربة الأولى يدركون أن الزحام على أشدّه وأن وقوفهم داخل القطار سيدوم طويلاً، يتعثّرون فى الدخول، تقودهم أقدامهم للوقوف بمنتصف العربة، ثم يتحرك القطار فى هدوء، ثمة ارتياح تبدو على الوجوه الشاردة، عربة القطار الأولى مثل باقى العربات شديدة الازدحام، تفيض بالركاب، وتعج بالباعة الجائلين الذين يجوبون شمال القطار وجنوبه بحثاً عن الرزق، يتحرّكون برشاقة فائقة بين أجساد متراصة وسط طرقة العربة يروّجون لبضائعهم، ينادى أحدهم على العسلية، بينما ينادى آخرون على الشاى والمناديل الورقية و«جلد الأنابيب» بالإضافة إلى الاحتياجات المنزلية الأخرى، بعض نوافذ العربة محطّمة والكراسى مهملة، والأرضية غير نظيفة. تتسع الكراسى البلاستيكية لجلوس 3 أشخاص بدلاً من اثنين هى سعة الكرسى، يقتل الركاب الوقت فى الأحاديث الجانبية مع بعضهم، بينما يمضى كبار الموظفين وقتهم ما بين النوم وقراءة الصحف. شنط السفر و«الطشوت» والأجولة تملأ أرفف العربات، فيما وضع أحد بائعى الطرابيش عربته المتحركة بمدخل إحدى العربات، أدخلها صاحبها بصعوبة فى العربة لكبر حجمها. خط الشرق أحادى الجانب وغير مزدوج، تخزّن القطارات فى المحطات، انتظاراً للقطارات المقابلة، وهو ما يعرّضها لكثير من التأخير فى حال تعطل أحدها. الطوخى فتوح، 50 سنة، موظف، مقيم بمدينة قليوب وأحد ركاب القطار يقول: يعانى خط الشرق دائماً من الإهمال، وهذا عهدى به، هيئة السكة الحديد تتعامل معنا باعتبارنا مواطنين درجة ثالثة «لو القطر اتأخر أو ماطلعش خالص محدش هيسأل فينا» حسب وصفه، ويضيف «الطوخى» أن قطار قليوب - القاهرة لم يأتِ منذ أيام رغم أنه ينقل عدد كبيراً من الأهالى إلى القاهرة كل صباح ومساء، ويبدو أن هيئة السكة الحديد لا تريد إعادة تشغيله مجدداً. يتابع الراكب: إشارات وسيمافورات خط السكة الحديد بخط الشرق تتعرّض للأعطال بعض الأحيان، وهو ما يعرّض القطارات للتوقف، لا يوجد كذلك أفراد شرطة لتأمين القطارات أو لفض الاشتباكات بين طلاب الثانوية أو الجامعات أو بين الباعة الجائلين. بجوار الباب الأيسر بالعربة الأولى بالقطار يقف أحمد محمود من المنصورة طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة يقول: يستغرق القطار 4 ساعات خلال رحلته إلى المنصورة، ومن الممكن أن أظل واقفاً هكذا طوال الرحلة، دورات المياه بالقطار مهملة لا تعمل ولا يوجد بها مياه، كما أن شبابيك العربات مكسورة، وهو ما يعرّضنا للبرد الشديد فى ليالى وأيام الشتاء، القطارات السريعة على هذا الخط قليلة جداً لا تزيد على موعدين كل يوم، وكلمة سريعة على خط الشرق تعنى أنها لا تتوقف إلا فى محطات المراكز والمدن، بينما تقف باقى القطارات الأخرى فى كل المحطات «ده لو واحد شارو له هيقف»، حسب وصف الطالب، ويتابع: قطار خط الشرق هو دائماً «ابن البطة السودا، لأنه يقف انتظاراً لأى قطار قادم أو متوجه إلى الوجه البحرى، حتى لو كان درجة تالتة». من جانبها تشكو أمينة محمد طالبة بكلية بالحقوق، مقيمة بمدينة شبين القناطر من كثرة الاشتباكات بين الشباب والطلاب داخل القطار وتعاطى بعضهم للمخدرات وعدم التصدى لهم. وأضافت: تأخر مواعيد القطارات وعدم وصولها فى مواعيدها المقررة، يؤدى إلى تأخرى عن حضور المحاضرات بجامعة الزقازيق أثناء الدراسة، عربات القطارات غير آدمية وعدم وجود مصابيح كهربائية بها ليلاً يجعل القطار مكاناً مخيفاً يخشى منه الجميع. يمر القطار المتوجّه إلى المنصورة بمحطات شبرا وقليوب ونوى وشبين القناطر ومشتول السوق وبلبيس والزقازيق وههيا وأبوكبير وكفر صقر والسنبلاوين والبقلية وتنتهى رحلته التى تزيد على 4 ساعات فى محطة المنصورة.