المقاطعة واضطرابات الأمن تهددان انتخابات ليبيا اليوم

مرشح منسحب ل"الوطن": كثيرون يرفضون الانتخابات وسيعملون على إفشالها

تهيمن الاضطرابات الأمنية وتهديدات مقاطعة الانتخابات في شرق ليبيا وجنوبها، على أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد اليوم منذ أكثر من 42 عاما مما يُنذر بفشلها؛ حيث يطالب المحتجون ب"تقاسم عادل" لمقاعد المجلس التأسيسي، الذي من المقرر أن يختار حكومة جديدة لتسيير البلاد وتجهيز انتخابات البرلمان المقبلة في 2013، بعد تخصيص 100 مقعد للغرب و60 للشرق و40 للجنوب.
ويرى مرشح حزب "الوطن" الإسلامي في مدينة بنغازي في شرق ليبيا محمد بعيو في تصريحات ل"الوطن"، أن أي تعطيل لهذه الانتخابات يعتبر تمديدا للحكومة والمجلس الانتقالي، لذلك "أوافق على بعض التجاوزات والمظالم كي يعبر الليبيون هذه المرحلة الحرجة".
وأضاف بعيو أن الغياب عن الانتخابات أو محاولة تعطيلها لن يصب في صالح تأسيس الدولة الجديدة، مضيفا أن ليبيا بلا أمن وبلا مؤسسات وعليه يجب أن نتحرك اليوم لانتخاب مجلس يضع حكومة جديدة، مشيرا أن الأكثر أهمية هو الانتقال من الثورة إلى بناء الدولة.
وكان قد جرى اقتحام مقر الانتخابات في منطقة أجدابيا صباح أمس الأول وأغلق المحتجون مرفأين نفطيين في شرق ليبيا في مساء اليوم نفسه؛ احتجاجًا على توزيع مقاعد المجلس لصالح أهل الغرب، فيما اقتحم المئات مقر مفوضية الانتخابات في بنغازي أول يوم الاثنين الماضي وأحرقوا أوراق الاقتراع ودمروا مقتنياته.
رغم أنه من أبناء طرابلس بغرب ليبيا، اختار المرشح المنسحب فضل الله شهيبي، ألا يشارك في الانتخابات، جراء الظلم الواقع في تقسيم المقاعد على أهل الشرق، ويرى أن كتابة دستور ليبي يشكل أولوية قبل البدء في أي الانتخابات، مشيرا إلى أن هناك كثيرين يرفضون هذه الانتخابات وسيعملون بكل ما أوتوا من قوة على إفشالها.
وكانت معضلة توزيع المقاعد، الدافع نفسه الذي جعل المرشح المنسحب من مدينة برقة الشرقية محمد السيد يعزف عن المشاركة في الانتخابات؛ إذ صرح ل"الوطن" أن المجلس الانتقالي يمتلئ بفلول النظام السابق، ما يجعله لا يثق بأي انتخابات يجريها ودلل على ذلك بقانون الانتخابات وتقسيم المقاعد الظالم والذي لا يتفق مع المعايير الدولية.
يذكر أن أكثر من 3 آلاف مرشح من بينهم 2639 مرشحا مستقلا، إضافة إلى 1202 مرشح على قوائم الكتل السياسية والتي وصل عددها إلى 347 كيانا سياسيا يتنافسون على الانتخابات المجلس التأسيسي اليوم، فيما سجل 2.8 ملايين ناخب أسماءهم في القوائم الانتخابية بما يعدال 80% ممن يحق لهم التصويت.