قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن المساعدات التى تدفقت على مصر من دول الخليج هى قبلة حياة لإنقاذ مصر من أزمة اقتصادية طاحنة كانت على أعتاب المصريين لكن بدون إصلاح اقتصادى حقيقى لكن يكون لهذه المساعدات قيمة على المدى الطويل. وأكدت الصحيفة أنه إذا لم تستطع مصر استعادة اقتصادها والوقوف على قدميها مالياً، فإن أى محاولات لحل الأزمة السياسية العميقة فى البلاد ستفشل، خصوصا أن حكومة مرسى تجاهلت تماما الملف الاقتصادى، واعتمدت كليا على التدفقات النقدية من قطر وليبيا وتركيا، الأمر الذى أجل فقط الانهيار الاقتصادى للبلاد. وعبرت الصحيفة عن تفاؤلها من المجموعة الاقتصادية فى الحكومة وقدرتها على الدفع بإصلاحات اقتصادية مؤثرة نظرا لأنها تضم شخصيات مثل رئيس الحكومة، حازم الببلاوى، ونائب رئيس مجلس الوزراء، زياد بهاء الدين، ووزير المالية، أحمد جلال، الذين وصفتهم الصحيفة بأنهم متخصصون يعرفون جيداً الطريق لإبعاد مصر عن السقوط فى الهاوية. وأكدت أن الفشل اقتصاديا ليس خياراً متاحاً أمام هذه الحكومة لأنه -بخلاف عواقبه الاقتصادية- سيعزز معسكر الإخوان ومؤيدى مرسى. وتابعت الصحيفة أن المساعدات الخليجية لمصر والتى تقدر ب12 مليار دولار ستساعد على المدى القصير فى استعادة الثقة الاقتصادية ودعم احتياطيات العملة الصعبة فى البلاد ولكنها يجب أن تكون، على المدى الطويل، نقطة انطلاق للإصلاح الحقيقى. وأكدت أن هذا المزيد من المنح والقروض والودائع المصرفية وحتى المنتجات النفطية سيساعد فى معالجة مشكلات القاهرة المتنوعة مثل نقص الوقود وتدهور قيمة العملة المصرية أمام الدولار، ولكن على الحكومة إعادة عجلة الإنتاج للدوران، مشيرة إلى ارتفاع نسبة البطالة فى مصر بعد الثورة من 9% أيام مبارك إلى 13% الآن وإغلاق أكثر من 4500 مصنع مع شح شديد فى السيولة فى معظم الشركات العاملة فى مصر.