لم يكن يحلم أى معارض لنظام الإخوان بأن نهايتهم ستكون سريعة ومأساوية كما يحدث الآن.. والفضل الأول لذلك، بعد الله، يعود للشعب المصرى الرائد والمعلم والقائد الأعلى، بل إن تجربة الإخوان كشفت أيضاً خلاياهم النائمة فى الداخل والخارج.. وكل يوم يتأكد الشعب أن الإخوان كانوا يصدّرون لهم نظرية المؤامرة، كشماعة لفشلهم، بينما الحقيقة أنهم أداروا أكبر مؤامرة على مصر وشعبها بتعاون «قطرى، حمساوى، تركى» وتحت رعاية أمريكية. من حق الشعب أن يفرح، فقد استطاع وحده «لأن الجيش والشرطة من نسيجه» تحطيم الفكرة الإخوانية العالمية، وأجبر تنظيمها الدولى على عقد اجتماعات سريعة لإنقاذها بل والأهم أن المصريين حافظوا على إسلامهم «الوسطى» من تجار الدين.. وبالتالى يجب ألا يحبط أحد، فلم يكن يتصور إنهاء هذا التنظيم بهذه السرعة، حتى لو كانت بعض المناوشات تجرى هنا أو هناك، من بين السرايات إلى الحرس الجمهورى إلى رمسيس، والبقية تأتى ضمن خطة «حلاوة الروح»، التى أقرها التنظيم الدولى وينفذها بسذاجة قيادات وشباب جماعة الإخوان بالقاهرة. سيحكم التاريخ على تجربة الإخوان الفاشلة والفاشية، وسيذكر أن رئيسهم رفض أن يُعلى من المصلحة الوطنية، لكنه فضل مصلحة الجماعة المرتبطة بأجندات خارجية، وهدد مع أنصاره بسيناريو سوريا أو الجزائر، بعد أن جعل مقدرات الدولة المصرية فى يد التنظيم الدولى للإخوان.. وراهن طوال فترة حكمه على إرهاب الشعب بأهله وعشيرته وجماعاته الإرهابية، مع الرعاية الأمريكية.. فلم ينصت يوماً، ولم يستجب لمطلب شعبى.. وانعزل عن الجميع.. وبالتالى كان الدرس من الشعب قاسياً له ولجماعته وتنظيمهم الدولى.. بعد أن تصوروا أنهم امتلكوا مصر وما فيها وما عليها للأبد. لقد انكشف الإخوان أمام المصريين، خاصة بعض رموز النخبة «المايعة»، الذين كانوا يقترحون منحهم فرصة ثلاث سنوات أخرى.. وبعيداً عن أن مصر كانت ستنهار تماماً كما حدث فى العام المنصرم، لكن المؤكد أن الإخوان كانوا لن يسمحوا بتداول السلطة، خاصة أن قطار مشروع الأخونة سار بسرعة رهيبة.. وبدلاً من أن يتراجع هؤلاء عن مواقفهم السابقة راح بعضهم يسوّق لفكرة المصالحة كنوع من «البرستيج» الديمقراطى. ليظهر أمام الشعب أنه «متسامح».. والحقيقة أنه «متهاون» فى حق الشعب والأرض والعرض أمام عصابة إرهابية استباحت الدين والقيم والماضى والحاضر والمستقبل.. وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن حكمها قائم على الخداع والكذب وفى أحوال أخرى على السلاح والبلطجة حتى لو كان ضد الشعب المصرى أو جيشه. ■ ■ على من دعموا الإخوان أو تهانوا فى معارضتهم أن يتواروا خجلاً ويطلبوا المصالحة لهم أولاً من الشعب، لا أن يقفزوا على المشهد مرة أخرى تحت ديكور ديمقراطى من أجل حماية القتلة والإرهابيين تحت عنوان «المصالحة»، بينما دماء رجال الجيش والشرطة تنزف فى سيناء وجثث المصريين من الطرفين تتطاير فى «بين السرايات والمنيل ورمسيس» بأوامر التنظيم الدولى وقادة الجماعة من الإرهابيين.