لم يجد أهالى منطقة سيدى جابر فى الإسكندرية طريقة لتكريم الشهيد محمد بدر حسونة الشهير ب«حمادة بلبل»، 19 عاماً، الذى لقى مصرعه من أعلى سطح أحد العقارات خلال مظاهرات 30 يونيو، سوى وضع صورته على فانوس رمضان وتعليقه فى الشارع لليترحم عليه كل المارة ويقرأون له الفاتحة. «هنا ميدان الشهداء» هى الكلمة التى دونها الأهالى على الفانوس، ووضعوا أسفلها صورة الشهيد حمادة، كما علقوا صورة لأحد ضحايا المنطقة على أوجه المنازل وهو «إسلام»، 24 عاماً، الذى لقى مصرعه على أيدى مؤيدى الرئيس بطلقة حية أثناء حراسته للمنطقة، خلال مرور مسيرة تأييد للرئيس المعزول بمنطقة كليوباترا. وأقام شباب المنطقة إفطاراً وسحوراً جماعياً، كصدقة جارية على روح الضحايا وتخليداً لذكراهم فى هذا الشهر الكريم، وبحضور أهالى الضحايا فى محاولة منهم للوقوف معهم ومساندتهم بعد رحيل أبنائهم. وطالب الأهالى بتغيير اسم الشارع من «المشير إسماعيل» إلى شارع «الشهيد حمادة بلبل» أو «ميدان الشهداء»، فضلاً عن تعليق صورته بكافة النواحى، واستبدالها بزينة رمضان والفانوس. وقال بدر الدين حسونة، والد «حمادة»: إن شباب المنطقة علقوا صور نجله على كافة الشوارع وعلى أوجه المنزل ومداخل العقارات وعلى أعمدة الإنارة ودونوا عليها اسمه وكانوا يرفضون تعليق أى زينة خلال شهر رمضان حداداً على روح نجلى، الذى توفى قبيل حلول شهر رمضان الكريم. وأضاف «حسونة» أن نجله كان يشارك شباب المنطقة فى تعليق الزينة والفانوس كل عام، لذلك قرر أصدقاؤه وجيرانه بعد رحيله تعليق فانوس لرمضان وبداخله صورته. مشيراً إلى أنه فى انتظار انتهاء تحقيقات النيابة حتى يقابل قاتل ابنه الذى ألقى القبض عليه مؤخراً، واعترف بإلقاء ابنه من فوق سطح العقار، لافتاً إلى أنه أخذ وعداً من وكيل النيابة بمقابلته، ولكن بعد انتهاء التحقيق معه، وأكد أنه يصر على مقابلة المتهم ومواجهته وإخراج صورة نجله الوحيد ليسأله: «بأى ذنب قتل ابنى؟».