كنبة صغيرة تعلو سيارة حمراء حديثة للغاية، يطوف بها معتز بالله أسامة (28 عاما) شوارع مدينة بورسعيد، وعلى مقدمة السيارة يكتب معتز "أنا حزب الكنبة، ونزلت أنا والكنبة". لا يخجل معتز كونه ممن يطلق عليهم الناس "حزب الكنبة"، على العكس تماما، فهو يعترف بأنه لم يكن في أي يوم من الأيام من المهتمين بالسياسة ولا بما يجري في مصر من أحداث. يبتسم معتز قبل أن يقول "عمري ما نزلت في مظاهرة، حتى في أيام 25 يناير برضو ما نزلتش"، لكنه غير من عاداته مع اشتعال مظاهرات 30 يونيو الأخير في محافظة بورسعيد، وقال "قررت أنزل من بيتنا وأجيب معايا الكنبة عشان أقول لكل الناس انزلوا". من وجهة نظره، فإن التغيير لن يحدث إلا بعد أن يشارك فيه الجميع، "عايز الناس كلها تشارك في المظاهرات عشان نمشي الإخوان من مصر"، وحجته "كل حاجة بيقولوها كدب، وما فيش حاجة من اللي وعدوا بيها نفذوها". الكنبة التي يقول معتز إنه أخذها من المنزل تاركاً مكانها خاويا تثير ضحك المتظاهرين في الشارع عندما يجدوها محمولة فوق السيارة، هو نفسه يضحك عندما يتذكر والدته في المنزل ورد فعلها عندما قرر أن يحمل الكنبة فوق السيارة، "ماما بتكلمني على طول وبتقول إنها عايزة الكنبة". فكرة أخرى لإعلان الاعتراض على حكم الإخوان طرأت على أذهان سائقي المقطورات في محافظة بورسعيد، فقرروا أن يطوفوا بسياراتهم في الشوارع وسط المظاهرات ليحملوا المتظاهرين على ظهور سياراتهم قبل أن يتوقفوا بها في النهاية داخل ميدان المسلة. عبده قنديل (30 عاما) سائق إحدى المقطورات يقول "أنا خسرت في عهد مرسي وبعت كل حاجة". ربما لهذا السبب قرر عبده المشاركة في مظاهرات 30 يونيو "إحنا طالعين في وسط الناس عشان خلاص، جعنا". يتحدث عبده عن البلطجة التي أدت إلى سرقة مقطورته، ودفعته لأن يدفع أموالا ليستعيدها مرة أخرى، "مفيش جاز ومفيش فلوس، مفيش غير بلطجة بس"، وحلمه الوحيد "لما مرسي هيمشي هنرجع نشتغل تاني وندخل فلوس لعيالنا".