قادته خطاه نحو متظاهرى «رابعة العدوية» رغم أنه لا يؤمن بفكرهم ولا بمطالبهم، حمل بضائعه خلف ظهره وانخرط بين المتظاهرين آملاً فى بيع أكبر كمية من القبعات الواقية من الشمس، لكن سرعان ما خاب أمله فى الزبائن الذين اختارهم بإرادته، ففصالهم أثناء الشراء أرهقه مما دفعه إلى تركهم والذهاب إلى متظاهرى «الاتحادية»، ولسان حاله يقول: «غلطة وندمان عليها». نبيل محمود، أحد الباعة الجائلين الذين يسترزقون من الميادين المزدحمة، لم يتردد لحظة فى التخلى عن أنصار الرئيس مرسى المعتصمين فى «رابعة العدوية» بعد أن فاصلوه كثيراً فى جنيهات قليلة، يكسبها بالكاد من بيع القبعات: «أنا قلت الجو حر وبيع الطواقى هيكسّب هناك ما كنتش أعرف إنهم جلدة وهايعذبونى على الفلوس». مضيفاً: «معظمهم جايين من المحافظات ومتعودين على الفصال وأنا ما قدرتش أستحملهم أكثر من ساعتين وأخدت بعضى وبضاعتى ومشيت». فى «الاتحادية» شعر «نبيل» بفارق كبير، فمعظم المتظاهرين هناك من مصر الجديدة ومدينة نصر، أى إنهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية أرقى: «بصراحة ناس كويسين ما حدش فاصلنى خالص ولا تعبنى فى الشرا.. يا ريتنى كنت جيت هنا من الأول». كان يوماً شاقاً ذلك اليوم الذى قضاه «نبيل» فى التنقل بين الميدانين لكنه سعيد بأنه ترك «رابعة» سريعاً: «لحقت نفسى ومشيت بسرعة أنا مش ناقص تعب أعصاب».