شروط «أحمد» لبيع الذرة المشوى: على تروسيكل وفى «6 أكتوبر» تحديداً.. وب 75 قرشاً.. ومفيش فصال

لم يعد الجلوس على الرصيف وترقب مرور الزبائن هو الشغل الشاغل لبائعى الذرة المشوى، فقد اكتشف أحمد على «15 عاما» أن الذهاب إلى الزبائن أفضل من انتظارهم، لذلك استخدم تروسيكلاً فى بيع الذرة لساكنى مدينة 6 أكتوبر، لأنه أسرع وأحدث من الجلوس على الرصيف أو استخدام العربة الخشب.
اختار أحمد مدينة 6 أكتوبر لأن ساكنيها لا يفاصلون، وهو لا يحب الفصال لأن التروسيكل يكلفه يوميا إيجار 5 جنيهات: «ماعرفش أبيع درة إلا فى المناطق الراقيه فى المدينة.. أنا اتعودت على معاملة الناس اللى مش بتفاصل كتير وماحبش أبيع كوز الدرة ب 50 قرش أقل حاجة عندى 75 أو جنيه».
عمل أحمد بهذه المهنة منذ 6 سنوات، ويتذكر أن والده أتى به هو وأشقائه الأربعة من الريف للعمل فى القاهرة حتى يستطيعوا الإنفاق على بيتهم وبهائمهم فى البلد، فلم يجد الأب مهنة تناسبه غير شوى الذرة ومنه ورثها «أحمد» وأصبح لا يعرف أى مهنة أخرى، وعندما بلغ والده سن الستين قرر هو وإخوته أن يريحوا والدهم ويتحملوا عنه مشاق العمل فى مقابل جلوسه فى المنزل.
ولعدم وجود قواعد تحكم مهنته وضع أحمد أمام نفسه معايير يلتزم بها مع زملائه لأنه يحترمهم ويؤمن بأن لكل منهم رزقه الذى لا يتدخل فيه أحد غير الله: «أنا باحترم زملائى فى المهنة ولو تصادفت مع أحدهم فى نفس الشارع أعتذر له وأغير اتجاهى.. هكذا ربانى والدى وهذه هى الطريقة التى أسير عليها فى عملى».
أحمد لم يفكر يوما فى الاستغناء عن التروسيكل والجلوس على الرصيف حتى لو كان أسهل، لأن التروسيكل آمن وسريع ويجعله يقطع مسافات طويلة دون أن يتعب، ويؤكد أنه لو جلس على فرشة فى الأرض لن يكسب جنيها واحدا: «الفرش له ناسه.. وأنا متعود على اللف فى الشوارع».
ومن ضمن الصعوبات التى يتعرض لها أثناء عمله أنه يسير فى طرق عامة، ولذا يتعرض كثيرا لمطاردات من شرطة المرافق التى تسحب منه التروسيكل، فيضطر إلى دفع حوالى 150 جنيها - أى ما يكسبه كله - لاسترداده لأن التروسيكل ليس ملكه.