الإخوان الذين ظلوا عمرهم كله يهاجمون الشرطة لانحيازها للحاكم والسلطة وبعدها عن الشعب، الآن يطالبون الداخلية بالانحياز لرئيسهم والابتعاد عن إرادة الشعب، بل ويتحدثون عن ضرورة تطهيرها، رغم أنهم ظلوا طوال عام فى السلطة يبحثون عن ولائها، واعتقدوا أنهم ضمنوه بعد تعيين اللواء محمد إبراهيم وزيراً للداخلية، وبدأ د.محمد مرسى يدلل الضباط ويتحدث عن شهدائهم، «رغم أنه الراعى الرسمى لقاتليهم» ولم يتحدث قط عن تطهير الداخلية، لكن عندما انحاز ضمير الضباط والأفراد إلى الجماهير وعادوا إلى أحضان شعبهم، اتهمهم الإخوان بالخيانة. كفّر رجال الشرطة عن كل أخطائهم السابقة من خلال أدائهم فى مظاهرات 30 يونيو عندما حافظوا على أمن منشآت الدولة وحموا المتظاهرين دون عنف مما ساهم فى إبراز المظهر الحضارى للشعب المصرى بمتظاهريه وضباطه وأفراده من الجيش والشرطة التى بذلت جهداً متميزاً أيضاً فى القبض على بعض المنتمين للتيارات الإسلامية، الذين حملوا السلاح لترويع الآمنين من الشعب المصرى واستطاعت الشرطة القبض عليهم متلبسين رغم رعاية السلطة للإرهابيين. لقد كان مشهداً رائعاً أن يخرج وزيرا الداخلية السابقان بعد الثورة منصور عيسوى، وأحمد جمال الدين فى المظاهرات ليتأكد الجميع أن هناك مؤامرة حقيقية لخطف مصر وأن الوزيرين بحكم منصبهما السابق يعلمان ما تتعرض له الوطنية المصرية من هجمة إخوانية شرسة تضرب عرض الحائط بالقانون والنظام وتنتصر فقط للجماعة وأهدافها.. فقد رعى الرئيس مرسى وجماعته الإرهابيين الذين ظل رجال الشرطة يدفعون من دمائهم وأرواحهم لمطاردتهم.. وعندما جاء الرئيس مرسى إلى الحكم، ثأر الإرهابيون ضد رجال الشرطة للانتقام بحماية ورعاية الرئيس وسقط شهداء الشرطة، واحداً وراء الآخر برصاص الغدر والإرهاب، بينما الفاعل مجهول حيث يعبث بالأمن القومى دون رادع أو محاسبة.. وأصبح الإرهابيون فوق القانون يطاردون رجال الشرطة المنوط بهم تنفيذ القانون. لقد كان يوم 30 يونيو بمثابة ميلاد جديد للشرطة المصرية العريقة التى أثبتت أنها تعلمت من درس 25 يناير وكانت جنازة العميد محمد هانى أمس بالإسكندرية رد جميل من الشعب لشهيد الواجب والوطن وزملائه حيث زفوا «الشهيد» إلى مثواه الأخير، والجميع عازم على الأخذ بثأره ممن قتلوه وممن رعاهم وتستر عليهم، لقد انتقم الإخوان من الشرطة فى 25 يناير بحرق الأقسام وفتح السجون والقيام بعملية ممنهجة لتشويه الشرطة حتى وصولهم للحكم، بعد ذلك بدأت عملية تجنيدها، ثم جاء اليوم لتحترق كل مقرات الإخوان بنفس الطريقة التى اتبعوها من قبل فى حرق أقسام الشرطة.. ويستنجدون بوزارة الداخلية وعندما لم يستجب الضباط، مارس أعضاء الجماعة القتل بالرصاص الحى من داخل المقار دون وازع من دين أو وطنية ليواجهوا تهم قتل المتظاهرين كما فعلوا فى الشرطة من قبل. كان يوم 25 يناير عيداً للشرطة لدورهم فى الإسماعيلية ضد الإنجليز، ثم جاء 25 يناير 2011 ليمثل انتكاسة لهذا الجهاز الأمنى العريق.. وجاءت الثورة ليرتبط معها تاريخ 25 يناير.. وبالتالى ليس أمام الشرطة إلا تغيير عيدها إلى يوم آخر ولن يجدوا أفضل من 30 يونيو الذى دافعوا فيه عن الدولة والشعب معاً!!