اتهمت أسرة شهيد الشرطة العميد محمد هانى، الذى قتل فى سيناء أمس الأول بالعريش على أيدى مسلحين، الجماعات الإرهابية بقتله ضمن خطة تصفية قيادات «الداخلية»، واعتبر شقيقه التوأم أن دماءه فى رقبة «مرسى» لأنه أفرج عن الإرهابيين من السجون بعفو رئاسى، وقال: «عشان يخلصوا على ولادنا وإخوتنا، واحنا مش هنرتاح إلا لو جبنا حقه منه ومن جماعته». وتابع شقيق الشهيد ل«الوطن»: «شقيقى يبلغ من العمر 52 عاما، ولديه زوجة وولدان، أحدهما أحمد، 20 سنة، طالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة، والآخر علاء، بالصف الثالث الثانوى، وقد خدم فى الصعيد فترة ثم فى جنوبسيناء، ثم عمل رئيساً لمباحث الضرائب بالقاهرة، قبل أن ينتقل إلى العمل مفتشاً بالعريش بشمال سيناء». وأضاف: «لم يكن له أى تعامل مع المواطنين، ولم يعمل فى مكان له علاقة بالجمهور حتى يكون له ثأر عند أحد، فقد كان مفتشاً على الشرطة والضباط، ومن قبلها فى مأمورية الضرائب، ولم يكن يحمل سلاحاً ولا طبنجة ولا حتى يستقل سيارة تابعة للشرطة وفقاً لطبيعة عمله، حيث كان يرتدى زياً مدنياً ويستقل سيارة ملاكى، ما يدل على أن قتله لم يكن مصادفة، أو الغرض منه الشرطة بوجه عام، وإنما كان أمراً مدبراً يستهدفه هو بشكل شخصى». واتهم شقيق الشهيد الجماعات الإرهابية والرئيس محمد مرسى بالوقوف خلف واقعة مقتل أخيه، قائلاً: «مرسى قال فى خطابه: كده كفاية. وأشار إلى وجود نية لتصفية عدد من قيادات (الداخلية) حينما اتهمهم بالفساد، ومن قبل أفرج عن الإرهابيين بعفو رئاسى، حتى يستخدمهم وقت اللزوم فى تصفية أبنائنا وأشقائنا، وقد منحهم إشارة التحرك فى خطابه الأخير، وبالتالى فدم هانى فى رقبة (مرسى) وجماعته، ضمن مخططاتهم لتصفية قيادات (الداخلية)». وأكمل: «وقت ثورة يناير كنا جميعا فى الميادين بين المتظاهرين، وكان هانى يخبرنا أن من فتح السجون وحرق أقسام الشرطة هم جماعة الإخوان، وأنهم سوف يقفزون على ثورة الشعب، وكنا جميعاً لا نصدقه ونتهمه بأنه يدافع عن (الداخلية) فقط، ولكن عندما مرت الأيام علمنا أنه كان على حق، وأن من فتح السجون وحرق الأقسام كان الإخوان». وواصل: «يوم وفاته تحدثت معه فى الهاتف فى تمام الثانية عشرة ظهراً كالعادة، وأخبرته أننا سننزل مع الشعب يوم 30 يونيو، فرد علىّ قائلاً: أخيراً الشعب فاق وصدقتونى، إن شاء الله ربنا هينصركم وهتكون النهاية لهذا النظام. لكنه لم يكن يعلم أنها نهايته هو، وحين طلبت منه أن يأخذ باله من نفسه، رد علىّ: أنا ما عنديش مشكلة، الناس كلها هنا بتأيد (مرسى)، ومفيش مظاهرات فى العريش، المشكلة عندكم أنتم لازم تحافظوا على نفسكم. وبعد أن أنهينا المكالمة بساعات علمت بنبأ استشهاده من شريط الأنباء، بأسفل شاشة إحدى قنوات التليفزيون، فلم أصدق الخبر فى البداية وأسرعت أتحدث إلى أحد القيادات التى تعمل معه فأكد لى المعلومة». وأوضح أن شقيقه كان حزيناً على حال البلد، وكان يرى أن وزير «الداخلية» الجديد محمد إبراهيم ليس كفئاً لهذا المنصب، وكان يقول دائماً إن سيناء «مردومة» بالجهاديين والإرهابيين، كما كان يخشى من محاولات أخونة الدولة والوزارات والهيئات، وكان دائما يقول إن استمرار هذا النظام خطر على الجميع، لأنه سيصفى من لا ينتمى إليه، ويستبدلهم بأعوان وحلفاء جدد». والد الشهيد قال ل«الوطن»: «نفسى أشوف (مرسى) قاعد مكانى كده ومستنى جثة ابنه توصل المشرحة عشان يدفنها زيى، ما هو عمل فيّا وفى كتير من الأهالى غيرى، نفسى أشوف حرقة قلبه على أبنائه زى ما هو حارق قلوبنا على عيالنا، حسبى الله ونعم الوكيل».