«عاوزة أرفع دعوى قضائية على طليقى عشان ألزمه يشوف بنته والبنت تشوفه» طلب بدا غريباً للغاية على العاملين بمكتب محاماة شهير بالإسكندرية، حين توجهت إليه الطبيبة الشابة هديل سالم، لمواصلة مشوار التقاضى الذى تخوضه ضد طليقها. «هديل»: البنت لم ترَ والدها منذ 4 سنوات.. ومحام: «الرؤية» من حق الأبناء الدعوى ربما تكون الأولى من نوعها فى قضايا الأسرة، ولجأت لها «هديل» لأنها لم تجد بين نصوص القانون ما يحفظ حق ابنتها فى رؤية والدها الذى لم يلتقِها منذ 4 سنوات، عندما كان عمرها عامين، واليوم بلغت عامها السادس. «أكيد صورتى ضاعت منه عشان كده نسينى»، تقولها الصغيرة لوالدتها محاولة التماس العذر للوالد الذى لم يحاول طلب رؤيتها ولو مرة واحدة منذ وقوع الطلاق، تروى الأم القصة قائلة: «حاولت كثيراً أن أقنعه برؤية صغيرته، بطرق ودية، لكن دون جدوى، وللأسف، البنت تسأل عنه باستمرار، لذا فكرت فى اللجوء للقانون لتمكين الطفلة من رؤية والدها، باعتبار ذلك حقاً أصيلاً للبنت على والدها». «دعوى فريدة من نوعها لا يوجد أى نصوص قانونية صريحة تدعمها»، هكذا يعلق المحامى محمد الحمبولى، عضو شبكة الدفاع عن أطفال مصر، على خطوة «هديل»، مشيراً إلى أن القانون يتعامل مع حق الأب فى رؤية أبنائه، لكنه فى المقابل لا يتحدث عن حق الأبناء فى رؤية آبائهم إذا امتنع الوالد «التقليدى إن اللى بيطلب الرؤية الأب مش العكس، وهذه القضية تفتح ملف حق الأبناء فى رؤية آبائهم عقب الطلاق، خاصة أنه إذا امتنع الأب عن الرؤية لا يوجد ما يمكن معاقبته به، لأنه غير حاضن من الأساس، فى حين إذا امتنعت الأم عن تنفيذ حكم الرؤية لصالح زوجها مرتين متتاليتين يتم إسقاط الحضانة عنها».