فى فيلم «للرجال فقط» يؤدى الفنان حسن يوسف دور شاب يعمل فى منطقة نائية، ويعانى شعوراً بالحرمان من الجنس اللطيف، فيصاب بنوع من التهيؤات، فيتخيل الرجال آنسات وسيدات، ويبدأ فى مغازلتهن حتى يرش عليه أحدهم «شوية ميه» فيصرخ قائلاً: «حى» ويخرج من دوامة التهيؤات.. يبدو أن «مرسى» وجماعته يريدان من الشعب أن يعيش نفس الحالة: «حالة التهيؤات»، فالكلام الصادر عن الجماعة أو حكومتها أو رئيسها يحاول إقناع الشعب أن البلد لا يعانى من أية مشاكل، وأن الناس «بيتهيأ لها»، وأن حلّهم فى «رشّة ميه»! يخيّل للناس أن مصر تعانى حالياً من أزمة بنزين وسولار، فتجد المواطن الذى يسير فى الشارع يظن أن هناك طوابير طويلة وعريضة، تمتد لعدة كيلومترات على «البنزينات»، وهذه «تهيؤات» لأن «مفيش أزمة بنزين ولا حاجة»، كما يؤكد وزير البترول «أبو دقن»، وأن الحكومة تضخ هذه الأيام أضعاف الكمية التى تضخها فى الأيام العادية، يعنى البنزين والسولار «فايض ومرطرط»! وبسبب تهيؤات طوابير البنزين، وطوابير السولار وطوابير «العيش»، يتهيأ للناس أيضاً أنهم «مش عاوزين مرسى»، ويريدون الإطاحة به وبجماعته من خلال الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وقد بلغ بهم الخيال حد تصور أن هناك ترتيبات لخروجهم غداً إلى الشوارع والميادين للمطالبة بإسقاط حكم المرشد ومندوب المرشد فى الاتحادية! مع أن المسألة كلها تهيؤات فى تهيؤات! ويتهيأ للناس أنهم يريدون إسقاط المرشد وجماعته لأنهم اكتشفوا أن «الإسلاميين ضلالية»، تلك تهيؤات تشحن خيال أصحابها، فينظرون إلى الحكام أصحاب الدقون على أنهم مجموعة من تجار الدين، نصبوا على هذا الشعب سنين عدداً، مستثمرين ما هو معروف عن المصريين من تدين، بالإضافة إلى النصب عليه بزجاجات الزيت وأكياس السكر والأرز، فغذّوا عقله بالضلال، ومعدته بالأكل السحت نظير أن يبيع صوته لتجار الدين.. كلها تهيؤات! أما الخيال الجامح فيظهر لدى هؤلاء الذين يزعمون أن النور «بيقطع كل شوية»، غير صحيح بالمرة، الناس هى التى تقوم «بشد الكوبس» دون أن تدرى، ثم يتهيأ لها بعد ذلك أن الحكومة تقطع التيار الكهربائى. بيوت المصريين مزدحمة ب«العيال»، وكثير من الأطفال يهوون اللعب فى «الكوبس»، مما يؤدى إلى حدوث «قفلات» تتسبب فى انقطاع الكهرباء، ليتخيل المواطن -اللى مربّاش عياله- أن الحكومة المظلومة هى السبب، وحتى الأسر التى لا يوجد لديها أولاد، يتهيأ لهم أن الكهرباء تنقطع، رغم أنهم يطفئون النور بأيديهم دون أن يتنبهوا إلى ذلك، عندما يفضّلون الحياة فى «أجواء شاعرية» على ضوء الشموع!.. على كل من يتهيأ له أنه سينزل غداً ضد الضلالية تجار الدين الذين ضاعفوا أزماتنا المعيشية أن يكبّ على راسه «شوية ميه»، وإذا قال «حى على الاتحادية» فليعلم أنه استفاق، وإذا لم يفعل فليستعد للدفن بالحياة!