المستثمرون الأقباط يخشون شبح التمييز الديني

على الرغم من تأكيد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى على تطبيق سياسة العدل والمساوة بين جميع المصريين مسلمين وأقباطا، ستظل استثمارات الأقباط فى مصر تنظر بعين الحذر والحيطة لسياسات الرئيس الجديد خلال الفترة المقبلة وتحديد مستقبلها فى مصر فى ضوء توجهات الرئيس ذى المرجعية الإسلامية.
وما بين قطاع الصناعات والصناعات المعدنية وقبلهما قطاع الاتصالات والأدوية وتجارة الذهب، تتحرك استثمارات رجال الأعمال الأقباط داخل مصر لتشكل جزءاً مهماً ضمن النشاط الاقتصادى المصرى، ولا تعد حصة استثمارات الأقباط فى الاقتصاد بالحصة الضئيلة، كما يعد التنوع الواضح هو السمة الأبرز لتلك الاستثمارات.
وتأتى عائلة ساويرس على رأس القائمة من حيث حجم الاستثمارات، من خلال مجموعة أوراسكوم التى تتنوع استثماراتها فى قطاعات استراتيجية فى مقدمتها قطاع الاتصالات، والأسمدة، والمقاولات، والإعلام، ويعد رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس ضيفين دائمين على قائمة «فوربس» العالمية لكبار أثرياء العالم، حيث تقدر المجلة ثروة آل ساويرس بما يقدر ب5.2 مليار دولار.
ونفى المهندس نجيب ساويرس ما تردد عن احتمال مغادرته مصر بعد فوز الدكتور محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية، قائلاً إن هناك مخاوف من تحول مصر للنموذج الإيرانى، وقمع الحريات، الأمر الذى قد يتحكم أيضاً فى الاستثمار لكن ذلك لن يدفعه للخروج من مصر.
كما يأتى رجل الأعمال ثروت باسيلى ضمن أبرز وأقوى وجوه البزنس من المجتمع القبطى من خلال استثماراته فى قطاع الصناعات الدوائية، حيث امتلك الرجل الذى يشغل عضوية المجلس الملى شركة «آمون» للأدوية التى قام ببيعها لمستثمرين أمريكيين فى صفقة بلغت قيمتها 500 مليون دولار فى العام 2006، لتتحول بعدها آمون إلى شركة قابضة للاستثمارات المالية، وفى يناير 2011 عادت أسرة «باسيلى» إلى قطاع الدواء مرة أخرى من خلال استحواذ المجموعة على أكثر من 68% من أسهم شركة «كابى» للأدوية فى صفقة بقيمة 281٫7 مليون جنيه.
وتأتى مجموعة شركات «إيديتا» للصناعات الغذائية المملوكة لعائلة «برزى» واحدة من أشهر الشركات فى مجال الصناعات الغذائية.
وتعد «إيديتا» المملوكة لرجل الأعمال نبيه برزى والتى يديرها نجله المهندس هانى برزى إحدى الشركات الكبرى فى سوق الأغذية، حيث تستحوذ الشركة على 60% من سوق «المعجنات» أو «الكورواسون» فى مصر، وليس سراً أن المجموعة لديها مساهمات عدة فى مجالات أخرى منها مشروع المطور الصناعى بمنطقة «بولاريس» بمدينة أكتوبر، وتمتلك المجموعة مصنعين أحدهما فى أكتوبر والآخر لم يبدأ الإنتاج بعد بمنطقة بنى سويف.
ولا تنحصر مساهمات المجموعة داخل القطاع الصناعى، حيث تدخل كمساهم فى عدد من المشروعات السياحية من خلال امتلاكها لواحدة من أشهر العوامات النيلية المعروفة باسم «الباشا 1901»، فضلاً عن مساهمات المجموعة فى فندق «جى دبليو ماريوت» بالقاهرة الجديدة.
ويعد رجل الأعمال لويس بشارة أحد رجال البزنس البارزين فى قطاع الصناعات النسيجية حيث يمتلك مصنعاً كبيراً للملابس الجاهزة بمنطقة العاشر من رمضان، نفس الأمر ينطبق على رجل الأعمال رمسيس يوسف عطية الذى يعد من أبرز العاملين فى نفس القطاع من خلال مصنعه الشهير لإنتاج البطاطين.
وفى قطاع الحديد والصلب تبرز أسماء عائلة بشاى التى تمتلك واحداً من أكبر مصانع الحديد والصلب فى مصر مصنع «بشاى» للصلب، ومن المعروف أن المصنع يأتى فى المرتبة الثانية من حيث الحصة السوقية فى سوق الحديد بعد مجموعة شركات «عز»، وتصل نسبة «بشاى» فى السوق إلى أكثر من 20%.
فى نفس القطاع يأتى رجل الأعمال عياد فلتس الذى يشغل عضوية مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، ويمتلك فلتس شركة ميتاد حلوان لدرفلة المعادن بمنطقة أكتوبر، وتأتى الشركة جنباً إلى جنب مع عدد من مصانع الدرفلة القائمة والمعروفة فى السوق والتى يأتى مصنع «قنديل» على رأسها.
أما قطاع مواد البناء فيأتى رجل الأعمال رؤوف جورج الذى يرأس حالياً المجلس التصديرى لمواد البناء ضمن قائمة رجال البزنس الأقباط المعروفين فى القطاع الصناعى، ويمتلك جورج واحداً من أشهر مصانع تصدير الرخام «مارمونيل للرخام»، ويعد مصنعه أحد أكبر 10 مصانع فى مصر لتصنيع وتصدير منتجات الرخام.
ويبرز اسم رجل الأعمال ماجد جورج أمين ضمن قائمة رجال الأعمال المعروفين فى مجال تصنيع مستحضرات التجميل، ويعد أمين الذى يشغل رئاسة شعبة مستحضرات التجميل بغرفة الصناعات الدوائية واحداً من كبار العاملين فى سوق المستحضرات من خلال مصنع «ماميبا مصر»، بينما يأتى رجل الأعمال إيهاب درياس الرئيس الحالى للمجلس التصديرى للأثاث كأحد رجال الصناعة المعروفين فى قطاع الأثاث والموبيليا، حيث يمتلك واحداً من أشهر مصانع الأثاث المعروفة فى السوق وهو مصنع «لاروش».
قال وائل عونى ديمترى، تاجر ذهب وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بأسيوط، إن الأقباط يحتلون نسبة 50% من تجارة الذهب، وينتظرون وضوح الرؤية إزاء سياسات الرئيس الجديد خلال الفترة المقبلة.
وأكد مخائيل بوليس عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بغرفة القاهرة إن الخطاب الأخير للدكتور محمد مرسى يبعث على التفاؤل، غير أن ارتباك الأسواق سيظل مستمراً لحين وضوح الرؤية.
وأشار مشيل برسوم عضو مجلس إدارة شعبة الصيدليات بغرفة تجارة القاهرة إلى أن الأقباط سيضطرون إلى الهجرة فى حال تعرضوا لاضطهاد من الرئيس الحالى.
وقال على موسى رئيس مجلس الأعمال المصرى الفرنسى إن الأعضاء الأقباط فى مجلس الأعمال يتخوفون من أى تمييز محتمل فى تعامل الدولة مع المستثمرين وأن يكون هناك مميزات خاصة لرجال الأعمال المسلمين على حساب نظرائهم الأقباط.