زار الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، بمرافقة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، قصر وحدائق أنطونيادس، والذي تسلمته المكتبة لتحويله إلى مركز ثقافى عالمى لحوض البحر المتوسط يخدم دول حوض البحر المتوسط وليكون مقرا لحوار الحضارات والثقافات لحوض المتوسط وحلقة الاتصال بين الشمال والجنوب. وأكد سلطان، أن لهذا المشروع أهمية كبرى، مضيفا: "نحن لا نعيد بناء قصر وبعض حدائق وإنما نحن نعيد بناء تاريخ بأكمله حيث أن قصر انطونيادس عاصر أحداثاً عالمية وقومية واستقبل بعض ملوك العالم منذ بداية القرن التاسع عشر"، لافتا إلى أن القصر أقيم على الطراز المعماري لقصر فرساي بباريس على مساحة 50 فدان من الأراضى الزراعية، كما تضم الحديقة مجموعة نادرة من التماثيل الرخامية الآلهة والأساطير اليونانية القديمة، ومن أجل هذا تم تكليف المكتبة بهذا العمل التاريخي لأنه يأتى فى إطار جهود مكتبة الإسكندرية لإحياء المجد الثقافي والانفتاح على العالم. هذا وتم الاتفاق بين مكتبة الإسكندرية ومجموعة أوناسيس اليونانية العالمية والتى تحمست للمشاركة فى إحياء قصر انطونيادس على وضع استراتيجية بحيث تضم مباني للعرض التاريخي والمتحفي حضارات دول حوض البحر المتوسط وقاعات للمؤتمرات ومكتبات لنوعيات الثقافة وتطوير الحديقة لتصبح مركزاً للدراسات البيئية والزراعية وللحفلات الكبرى على جميع المستويات وليكون القصر والحديقة مقراً لحوار الحضارات والثقافات لحوض المتوسط وحلقة الاتصال بين الجنوب والشمال. ويرتبط القصر بأحداث عالمية وقومية أبرزها توقيع المعاهدة البريطانية المصرية وهى معاهدة 1936 كما شهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 واختيار مصر مقرا لها وذلك فى حضور الملك فاروق وبعض ملوك العرب واستضاف القصر ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا كما قضى شاه إيران وعروسه "الأميرة فوزية" شهر العسل بالقصر. وقال المحافظ، إن قصر انطونيادس والحديقة المطلة سيكونا مركزا ثقافيا عالميا لحوض البحر المتوسط، من خلال وضع استراتيجية متكاملة لإعادة إحياء القصر والتأكيد على الحضارات بداية من العصر الإغريقي إلى الرومانى ثم اليونانى، تحت مظلة الحضارة الهيلينية بحيث تضم: مبانى للعرض التاريخي والمتحفي لحضارات المتوسط كما تضم قاعات للمؤتمرات ومكتبات لنوعيات الثقافة بداية من ثقافة الطفل وحتى ثقافة الباحث الأكاديمي. وتضم حدائق أنطونيادس حديقة المشاهير وهى تماثيل نادرة لشخصيات تاريخية عالمية منها "فاسكوديجاما، ماجلان، كريستوفر كولومبس، أدميرال نلسون"، كما تضم الحدائق مجموعة من التماثيل المرمرية يصل عددها إلى سبعة عشر تمثالا تمثل أساطير آلهة الإغريق (إلهة الجمال فينوس، إله الشعر إراتو، سافو ، وغيرها ) ، علاوة على أنها تضم عددا كبيرا من النباتات والأشجار النادرة.