سنوات طويلة من الإهمال عاش فيها قصر وحدائق أنطونيادس التي يعود تاريخها إلي عام 300ق.م حيث تشققت جدران القصر الذي عاش فيه العديد من ملوك وأمراء ورؤساء العالم وشهد توقيع اتفاقية 36 وحطمت نوافذه وسكنته الحشرات والزواحف وماتت الأشجار النادرة حوله ووصلت التماثيل المرمرية الموجودة به إلي حالة مزرية مما دفع مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية إلي وضع خطة لمشروع قومي يستهدف إعادة الحياة للقصر والحدائق وتحويله إلي مركز للحوار الأورومتوسطي. وأكد د. محمد عوض مدير المركز علي أهمية هذا المشروع مشيرا إلي أن عملية تطوير القصر والحدائق هي عملية إعادة بناء التاريخ بأكمله حيث واكب هذا القصر أحداثا تاريخية وقومية وعاش به عدد من ملوك العالم منذ بداية القرن التاسع عشر. من جانبه يقول أحمد عبدالفتاح الخبير الاقتصادي ومدير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ان حدائق أنطونيادس تضم تماثيل نادرة لشخصيات تاريخية عالمية منها فاسكو ديجاما وماجلان وكرستوفر كولومبس وأدميرال نلسون كما تضم مجموعة من التماثيل المرمرية عددها 17 تمثالا تمثل أساطير آلهة الإغريق ومنها فينوس وأفروديت واراتو وسافو أما المجموعات النباتية النادرة فتضم أنواعا من النخيل بجانب مجموعة كبيرة من الأشجار والشجيرات والمتسلقات ونباتات الزهور المعمرة بالإضافة إلي حديقة الورد التي أنشأها المهندس الفرنسي ديشون عام 1928 وتضم 32 صنفا من الزهور. ويشير د. فتحي أبوعيانة الأستاذ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية أن القصر والحدائق جرت بهما أحداث تاريخية مهمة حيث تم فيها التوقيع علي معاهدة 1936 بين حكومة الوفد والحكومة البريطانية وعقد به أول اجتماع لغوث اللاجئين وأول لجنة أوليمبية في مصر وأقامت الأميرة السابقة فوزية إمبراطورة إيران وزوجها شاه إيران بالقصر في عهد الملك فؤاد كما أقام أيضا عدد من ملوك أوروبا مثل لامبرتو ملك إيطاليا وزوغو ملك رومانيا وملوك إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرهم.