كان الزحام شديدا على كوبرى أكتوبر، الساعة تشير إلى السادسة مساء، قررت ليلى الجريتلى مغادرة التاكسى الذى تستقله، والسير على قدميها إلى مقصدها، فاجأها صوت آت من أتوبيس نقل عام «يا قطة»، كهل ملتح يعاكسها، تركته وسارت بخطوات سريعة، الكهل يتمادى بحركات ذات إيحاءات جنسية، مما استفزها للرد عليه «عيب على دقنك.. بتعاكس؟». جملة «ليلى» فتحت سيلا من الألفاظ الخادشة: «هو أنا جيت جنبك، هو أنا لمستك يا...»، تطور الأمر سريعا، نزل ليكمل اعتداءه اللفظى، لحظات وتحول إلى تعدٍّ جسدى: «كفه نزل على وشى وكمل ضرب بإيده على وشى من الناحيتين»، كل ما جال بخاطرها رغم المهانة هو كيف تعلم الرجل أن يمتنع عن التحرش: «قررت إنه لازم يتحبس.. ابتديت أزعق.. إنت متحرش.. وعلقت على الجملة دى». تجمع الناس من حولهما، وهمت مجموعة بضربه، لكن «ليلى» صرخت: «محدش يلمسه أنا هاوديه القسم.. لازم يتحبس علشان يتعلم الأدب»، حاول البعض إثناءها، لكنها صممت على موقفها وذهبت به إلى قسم الأزبكية. رحلة قسم الشرطة بدأت بتعليقات ساخرة ومصاعب وانتهت باعتراف الرجل بواقعة التحرش اللفظى وتم إثبات الضرب بتقرير الطب الشرعى، لكن شهادة المتحرش أمام جهات التحقيق تغيرت مع تعدد الاستجوابات، وانتهى الأمر بإخلاء سبيله على ذمة القضية. شعرت «ليلى» بالاستياء من تركيز النيابة على واقعة الضرب فقط، رغم أن الشهود أثبتوا الألفاظ التى قيلت: «المشكلة إننا فى مجتمع أصبح معتادا على جرائم التحرش عشان كده فى حوارى مع رئيس المباحث لقيتنى باعتذر له إنى ما تمش اغتصابى علشان أعرف آخد حقى.. غلطتى إنى فلتّ».