اشتعلت الأوضاع فى مدينة المحلة أمس الأول، وشهدت شوارع المدينة معارك كر وفر حول مقر حزب النور السلفى بعدما فتح ملتحون النار من أسلحة آلية على مسيرة انطلقت من ساحة ميدان الشون نظمها المئات من شباب القوى والحركات الثورية وأهالى المدينة لدى مرورها بمنطقة ميدان بنزايون، ما أدى إلى استشهاد أحد المحتجين. وقال شهود عيان إن المسيرة طافت شارع البحر الرئيسى مرورا بمجلس المدينة حتى ساحة ميدان البندر إلا أنهم فوجئوا حال مرورهم بمنطقة بنزايون بإطلاق ملتحين الأعيرة النارية والخرطوش عليهم من الشوارع الجانبية بشكل عشوائى، مما أصاب الأهالى بالهلع. وجمع المتظاهرون صفوفهم فى شارع البحر الرئيسى وأضرموا النيران فى إطارات الكاوتشوك، احتجاجا على تعرضهم لإطلاق النيران من قبل ملتحين لليوم الثانى، وشكل أصحاب المحال التجارية والمؤسسات الخاصة لجانا شعبية بطول شارع البحر الرئيسى ومنطقتى العباسى القديم والجديد لحماية محلاتهم خشية تعرضها للسرقة والاقتحام. وتصاعدت الأحداث بعد استشهاد أحد المحتجين ويدعى محمد محمد الطحان (30 سنة) مقيم بعزبة شفيق بقرية «الدواخلية» فور وصوله إلى مستشفى طوارئ طنطا جراء إصابته بشظية طلقة نارية بالرأس، وحرر محضر بقسم ثان المحلة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. وحاصر المتظاهرون مقر حزب النور بمنطقة بنزايون وقذفوه بالحجارة والمولوتوف محاولين إحراقه وتمكن عدد منهم من اقتحام المقر وسرقة بعض أجهزة الكمبيوتر والأوراق، ورددوا: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«ياللى بتحكم باسم الدين فين العدل وفين الدين»، و«وحدة وحدة وطنية ضد الحملة الإخوانية»، و«يوم 30 العصر الثورة هتحكم مصر»، و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان ملهموش أمان»، «الإخوان سرقوا الدولة باسم الدين»، ونظم متظاهرون مسيرة لمبنى قسم المحلة مرددين هتافات: «الشرطة والشعب إيد وحدة، لا لحكم الإخوان المسلمين». ودفعت قوات الشرطة برئاسة العقيد هيثم عطا رئيس فرع البحث الجنائى بالمحلة وسمنود بمدرعات وعربات مصفحة لتطويق شارع البحر وتمشيط الشوارع الجانبية، وفرضت الأجهزة الأمنية سياجا أمنيا حول مبنى حزب النور لحين إجراء النيابة العامة المعاينة لمقر الحزب من خبراء قسم الأدلة الجنائية، وأثار نزول مدرعتى شرطة جديدتين للشوارع شائعات عن نزول قوات الجيش للمدينة، وهو ما نفته مصادر أمنية متعددة مؤكدة أن المدرعات تابعة للقوات الخاصة التابعة للداخلية. ومن جانبه أكد المحاسب أحمد القطان أمين حزب النور بالغربية فى بيان، أصدره أمس، التزامه بضبط النفس لتفويت الفرصة على من يريد إحراق الوطن، رافعا شعار حقن الدماء وداعيا إلى نبذ العنف، ومقدما مصلحة الوطن على كل المصالح الحزبية والشخصية، نافيا إحراق مقر الحزب وإضرام النيران به، وحذر من محاولات البعض لجر أبنائه إلى أتون صراع يقضى على الوطن بأسره ويدخل أبناء مصر فى دائرة من فوضى ستأتى على الأخضر واليابس. وأشار البيان إلى أن علاقات حزب النور بكل القوى السياسية والحركات الثورية بالمحلة وغيرها جيّدة، وأن الحزب لن يستبق نتيجة التحقيقات الرسمية بتوجيه أصابع الاتهام لأى جهة من الجهات، مثمنا موقف العقلاء من أهالى المحلة الكرام من جيران الحزب فى إنهاء الأزمة. وأدان الحزب تكرار ما سماه بالاعتداء على بعض أبناء الوطن ممن لهم سمت إسلامى مميز كاللحية والنقاب، واعتبر ذلك أمرا غريبا على طبيعة الشعب المصرى الرافض لهذه الممارسات العدوانية، محذرا من تنامى هذه الظاهرة. وناشد الحزب فى بيانه أجهزة الدولة المعنية القيام بدورها فى حماية المواطنين ومكافحة الخارجين عن القانون، مضيفا أن الحزب سوف يسلك المسلك القانونى ردا على هذه الاعتداءات. ونفت مصادر أمنية وشهود عيان ما أثير عن مصرع شيخ سلفى فى الاشتباكات، وقال أحمد محمود أحد شهود العيان بمنطقة السكة الوسطانية أن مصرع الشاب كرم عبدالغنى أحد الشيوخ الملتحين -وشهرته أبوروان- جاءت فى مشاجرة لخلافات عائلية بسبب الجيرة، مبينا أن الشاب ليس له أى نشاط سياسى ولم ينضم لأى أحزاب سياسية، وهو ما أكده شيوخ الدعوة السلفية وحزب النور.