كغيرها من الصحف الفرنسية اعتبرت لونوفيل أوبزرفاتور فوز مرسي تاريخيا في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، لكنها أشارت إلى جوانب مهمة في هذا الفوز، فتساءلت في مقال عنوانه "انتقام الإخوان" عن مدى المرونة التي يتمتع بها الإخوان، وهل ستساعدهم على مواجهة المجلس العسكري والسلفيين الذين يقبعون على يمين الإخوان؟، وعن تحدي التيار السلفي قالت الصحيفة إن حصول حزب النور على 24٪ من مقاعد البرلمان المنحل يظهر الشعبية الحقيقية للتيار السلفي على الأرض، والمشكلة أن فكر الحزب يتعارض مع الديمقراطية والمجتمع الحديث حيث يطرح نموذجا أقل ليبرالية وأكثر اجتماعية من الاخوان المسلمين، بل إن بعض أعضائه اتهموا الاخوان بأنهم جماعة برجوازية تعقد الصفقات مع المجلس العسكري، واستشهدت الصحيفة بمحللة سياسية فرنسية توقعت ان يبرز السلفيون بين صفوف المعارضة لسحب البساط من الاخوان بعد تولي مرسي الرئاسة مما قد يدفعهم للتخلي عن اعتدالهم. وأكدت الصحيفة ان التحدي الأساسي للرئيس محمد مرسي هو العسكر، فرغم أن جماعة الاخوان كانت دائما القوة الرئيسية في المعارضة واكتسبت في ظل دعم النظام الاحترام والشعبية من خلال شبكة واسعة من العمل الاجتماعي في الجامعات والمساجد والنقابات، الا ان خبرتها السياسية محدودة لأن الجيش يحكم البلاد فعليا منذ ستين عاما، ولم يترك مجالا لأحد في إدارة العمل السياسي والاقتصادي في البلاد، مما يُصعب الامور على الإخوان عند مواجهة العسكر الذين احتكروا كامل الصلاحيات، كما ان دور الجيش سيكون محوريا اثناء رئاسة محمد مرسي بعد حل البرلمان واحتكار المجلس العسكري لسلطة التشريع. وأضافت أن الإعلان الدستوري المكمل يثبت أن المؤسسة العسكرية لن تخاطر بأي شئ وتريد أن يكون لها اليد العليا في جميع الاحوال، وحتى موعد اجراء انتخابات برلمانية جديدة فإن الجيش سيضطلع بمسئولية التشريع وسن القوانين ومراقبة الميزانية، بما في ذلك ميزانية الدفاع ولن يستطيع احد مواجهته الا محمد مرسي بصفته رئيسا منتخباٍ.