بعد ساعات من حلفه لليمين الصحف الأجنبية: مرسي في تحد مع "الكرسي".. ومصر بلا سيدة أولي نيويورك تايمز: تعهد مرسي بالإفراج عن "عمر عبد الرحمن" استفزاز لواشنطن. لونوفيل أوبزرفاتور: الإعلان الدستوري المكمل يثبت أن المؤسسة العسكرية لن تخاطر بأي شيء وتريد أن يكون لها اليد العليا في جميع الأحوال باحث أمريكي: الانتخابات أداة "العسكري" لتأكيد سلطته التنفيذية كريستيان ساينس مونيتور: هناك 3 فروع مستقلة فعالة للحكومة : رئيس الجمهورية والمحاكم (الممتلئة بالمعينين من عهد مبارك ) والمجلس العسكري مع مجيء أول رئيس منتخب لمصر اهتمت الصحف الأجنبية بالتحديات التي يواجهها الرئيس محمد مرسي في بداية قيادته لسفينة الدولة المصرية.. وهنا تقدم القاهرة عرضا لما نشرته الصحف الأجنبية حول تولي د. محمد مرسي رئاسة الجمهورية في أول انتخابات تشهدها البلاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. فنشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا تقول فيه إن التحديات تتضاعف امام رئيس مصر . وتشير الي أن محمد مرسي لديه فرصة تاريخية كأول رئيس منتخب بحرية لمصر لكنه يواجه سلسلة من التحديات التي يمكن أن تمنعه من أن يصبح أكثر من مجرد رئيس للدولة. وتشير الصحيفة الامريكية إلي أن "واحدة من أهم التحديات أمام مرسي هي انه سيكون عليه اقناع المصريين أنه يمثل أكثر من مجرد مصالح ضيقة لجماعة الاخوان المسلمين فضلا عن تهدئة المخاوف بين من المصريين من أن هدفه الحقيقي هو ربط مفهوم المواطنة علي نحو أوثق بالشريعة، كما أن عليه التغلب علي شكوك أولئك الذين اختاروا خصمه - وهم ما يقرب من نصف عدد الناخبين - وكذلك الملايين الذين لم يقوموا بالتصويت علي الإطلاق".ونقلت الصحيفة عن محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين قوله :"التحديات قوية جداوالجميع يراقبه من خلال عدسة مجهرية". وقالت الصحيفة انه "إذا نحينا جانبا كل المشاكل الموجودة في مصر، خصوصا اقتصادها المتدهور والصراع مع الجنرالات الذين جردوا الكثير من سلطة رئاسة الجمهورية ، فمرسي سوف يواجه تحديات خاصة في الحكم، لا سميا تحدي حشد شركاء من الأطراف الأخري غير الراغبين في العمل مع جماعة الإخوان المسلمين، والتعامل مع بيروقراطية الدولة التي تركها له مبارك".. وقال حبيب " هذا الأمر ليس مثل إدارة حزب أو جماعة ..الأمر كبير جدا ."وتابع حبيب أن مرسي سيتعين عليه نشر "خطاب المصالحة لاقناع مرشحين رئاسيين سابقين مثل اليساري حمدين صباحي ، أو عبد المنعم أبو الفتوح ، أحد قادة الإخوان السابقين ، للعمل معه". واضاف "يجب عليه تعزيز علاقاته ، واستعادة ثقة الأحزاب الوطنيةوإلا فإنهم سيتسببون له في متاعب ويسحبون البساط من تحت قدميه."وتسلط الصحيفة الضوء علي أن مرسي يواجه "تدقيقا علي علاقته مع الإخوان . هو بالفعل استقال من الجماعة ، ولكن العديد من الناس يعتقدون أن السنوات التي قضاها في جماعة الإخوان تعني أن علاقاته معها سوف تستمر . فخلال حملته الانتخابية، لم يتخذ مرسي قط قرارات رئيسية دون موافقة مكتب الإرشاد، كما أن البعض ينظر لخيرت الشاطر، باعتباره شخصية مؤثرة بشكل خاص".ونقلت الصحيفة عن شادي حامد الباحث في مركز بروكنجز بالدوحة، قوله " إن مرسي لديه فرصة ليصبح شخصية مستقلة بذاتها ، ولكن عليه إبعاد نفسه عن جماعة الإخوان"، وأضاف "عند نقطة ما، السيد مرسي سيكون في طريقه لبدء اتخاذ قراراته الخاصة به، وعاجلا أم آجلا، سيكون هناك توترات بين الشاطر ومرسي"، وعبر حبيب عن نفس النقطة بشكل أكثر صراحة حيث قال " يجب أن يكون مستقلا بشكل كامل", وأضاف "ليس هناك خيار".واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تعهد الرئيس المنتخب، محمد مرسي بالعمل علي الإفراج عن عمر عبد الرحمن، الإسلامي المتهم بأنه العقل المدبر للهجوم علي مركز التجارة العالمي عام 1993، يعد استفزازا لواشنطن، خاصة أنه خرج عن سياق تعهده بالإفراج عن المدنيين المصريين المسجونين في ضوء المحاكمات العسكرية. وقال متحدث باسم الإخوان في وقت لاحق إن مرسي ينوي أن يطلب من مسئولين فيدراليين في الولاياتالمتحدة أن يرحِّلوا عمر عبد الرحمن إلي مصر علي أساس إنساني، لكن لم يسع لإسقاط التهم عنه أو أن يدعوه سجينًا سياسياً.واعتبر مسئول في إدارة الرئيس الامريكي، باراك أوباما، رفض الكشف عن هويته، أن هذا الكلام "كلام فارغ" مؤكدًا أنه "لا يوجد أي فرصة لحدوث هذا".المجلس العسكريوفي عددها الصادر في اليوم التالي لحلف اليمين الدستورية نشرت ال"نيويورك تايمز" ما كتبه الباحث الأمريكي في جامعة "كينت" جواشوا ستاتشر حيث انتقد المجلس العسكري قائلاً: إنه برغم أن العالم أجمع أشاد بانتخاب أول رئيس مصري مدني، باعتباره "تحولاً" للسلطة ونجاحًا للديمقراطية، فإنه "لا يوجد سبب كافٍ للاحتفال"، فهذه الانتخابات رسخت من حكم "العسكري" الذاتي غير الخاضع للمساءلة، وكانت أداة أكد من خلالها سلطته التنفيذية وكسب الشرعية العامة التي يحتاجها.ومضي الكاتب يقول: إن معظم المحللين افترضوا أن حكومة مبارك انهارت في فبراير عام 2011، إلا أنهم كانوا مخطئين، فالنظام لم يتغير، بل أعيد تشكيله، فالهياكل المركزية الأساسية للنظام الذي ورثه عن مبارك لا تزال قائمة، وسعي القادة للحفاظ عليها، وكانت الانتخابات أداتهم في تحقيق ذلك.ويعكس المجلس العسكري مدي قدرة النخبة الحاكمة علي التكيف، فالقادة أعادوا تشكيل الائتلاف الحاكم باستخدام السلطة المركزية لتحييد القوي السياسية المدرجة حديثًا وتقسيم المتظاهرين المهمشين بالأساس، وفي غضون هذه العملية منع الجيش بشكل فعال جميع الفئات من مقاومة زحفه باعتباره سلطة رابعة.ورأي الباحث أن هذا كان ممكنًا بسبب أجهزة الدولة التي رغم تعطيلها، بعد تنحي مبارك، ظلت تعمل، فالتسلسل الهرمي داخل بيروقراطية الدولة ظل موجودًا في الوقت الذي خفت فيه تأثير المظاهرات، وبدأت وسائل الإعلام الحكومية تتهم المتظاهرين بإحداث الفوضي وإخافة السياح وبأنهم عملاء لعناصر أجنبية، واحتلت مطالب العمال والمرأة والأقباط مرتبة المصالح الخاصة ذات الأهمية الثانوية.ومضي الباحث يقول: إن أجهزة الأمن أعيد تصنيفها ومنحت عمليات التبرئة في المحاكم ضمانًا لهم بأن قمعهم للمصريين لن تكون له انعكاسات قانونية، وبمرور الوقت بدأ نظام ما بعد مبارك يبدو ويعمل مثل سلفه، وسعي بعد ذلك المجلس المدعوم من قبل أجهزة الدولة لتشكيل تحالفات لاحتواء قوة المظاهرات المستقبلية.وذهب المصريون للاقتراع خمس مرات منذ مارس عام 2011، وبدلاً من أن تنتج هذه الانتخابات خيارات حقيقية استخدمها المجلس لخلق بيئة يستطيع من خلالها التفاوض للتوصل إلي اتفاق مع الفائزين، وشاركت جماعة الإخوان المسلمين التي تحاول أن تحظي بموطئ قدم في النظام، إلا أنها تبقي عاملاً ضعيفًا مجبرًا علي أن يتنافس علي أرض معركة غير عادلة.الأمن القوميواستبعد ستاتشر أن تخضع أي حقيبة للأمن القومي للرئيس محمد مرسي، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان البرلمان سيعاد تشكيله، أو متي سيتم انتخاب آخر جديد، فالمجلس العسكري وضع "ألغامًا" في عملية كتابة الدستور، مهددًا باستخدام حق الاعتراض في كل وقت، وهذا يضع الإخوان في فخ ما بين المتظاهرين وبين القادة، دون الكثير من الخيارات الجيدة.وختم ستاتشر مقاله قائلاً: إن المتظاهرين لا يمكنهم الضغط علي الجيش لنقل السلطة دون التعاون مع الإخوان، ورغم أن المتظاهرين لا ييأسون، فإن الجماعة أغلب الظن لن تتعاون معهم من كثب، لاسيما أن مرسي سيحاول جاهدًا التغلب علي الاقتصاد المتدهور، وأن يؤجل المعركة السياسية مع الجيش لوقت آخر، وفي غضون ذلك سيتمكن الجيش من ترسيخ نفسه سياسياَ في الوقت الذي سيتحمل فيه الرئيس المنتخب ديمقراطيا لوم الرأي العام بسبب المشاكل الاقتصادية والجمود السياسي. ومضي يقول إن الجيش تغلب علي مرسي قبل تتويجه رئيسًا لمصر، فالقادة كان لديهم استراتيجية طويلة المدي للحصول علي السلطة، وخرجوا من هذه الانتخابات منتصرين لأنهم عازمون علي البقاء في السلطة. فيما أشار موقع صوت أمريكا إلي أن هناك تحديا كبيرا آخر وهو المجلس العسكري حيث الرئيس المنتخب المصري محمد مرسي سوف يحلف اليمين الدستورية يوم السبت، وبذلك من المتوقع أن يبدأ أول تحد علني مع القيادة العسكرية القوية للبلاد. وأضاف الموقع:"يعتقد العديد من المحللين أنه سيكون هناك صراع علي السلطة لفترة طويلة بين السيد مرسي والمجلس العسكري". وقال موقع صوت أمريكا إنه "مع قوي وسلطات غير محددة، ورأي عام متشكك ، وقيادة عسكرية تحاول ترسيخ قوتها، فالسيد مرسي يواجه معركة شاقة ، والمناوشة الاولي سوف تتكشف عند مراسم تنصيبه رئيسا".لأوروبا رأيهاوكغيرها من الصحف الفرنسية اعتبرت "لونوفيل أوبزرفاتور" فوز مرسي تاريخيا في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، لكنها أشارت إلي جوانب مهمة في هذا الفوز، فتساءلت في مقال عنوانه "انتقام الإخوان" عن مدي المرونة التي يتمتع بها الإخوان، وهل ستساعدهم علي مواجهة المجلس العسكري والسلفيين الذين يقبعون علي يمين الإخوان؟ وعن تحدي التيار السلفي قالت الصحيفة إن حصول حزب النور علي 24من مقاعد البرلمان المنحل يظهر الشعبية الحقيقية للتيار السلفي علي الأرض، والمشكلة أن فكر الحزب يتعارض مع الديمقراطية والمجتمع الحديث حيث يطرح نموذجا أقل ليبرالية وأكثر اجتماعية من الاخوان المسلمين، بل إن بعض أعضائه اتهموا الاخوان بأنهم جماعة بورجوازية تعقد الصفقات مع المجلس العسكري، واستشهدت الصحيفة بمحللة سياسية فرنسية توقعت ان يبرز السلفيون بين صفوف المعارضة لسحب البساط من الاخوان بعد تولي مرسي الرئاسة مما قد يدفعهم للتخلي عن اعتدالهم.وأكدت الصحيفة ان التحدي الأساسي للرئيس محمد مرسي هو العسكر، فرغم أن جماعة الاخوان كانت دائما القوة الرئيسية في المعارضة واكتسبت في ظل دعم النظام الاحترام والشعبية من خلال شبكة واسعة من العمل الاجتماعي في الجامعات والمساجد والنقابات، الا ان خبرتها السياسية محدودة لأن الجيش يحكم البلاد فعليا منذ ستين عاما، ولم يترك مجالا لأحد في إدارة العمل السياسي والاقتصادي في البلاد، مما يصعب الامور علي الإخوان عند مواجهة العسكر الذين احتكروا كامل الصلاحيات، كما ان دور الجيش سيكون محوريا اثناء رئاسة محمد مرسي بعد حل البرلمان واحتكار المجلس العسكري لسلطة التشريع.وأضافت أن الإعلان الدستوري المكمل يثبت أن المؤسسة العسكرية لن تخاطر بأي شيء وتريد أن يكون لها اليد العليا في جميع الاحوال، وحتي موعد اجراء انتخابات برلمانية جديدة فإن الجيش سيضطلع بمسئولية التشريع وسن القوانين ومراقبة الميزانية، بما في ذلك ميزانية الدفاع ولن يستطيع احد مواجهته الا محمد مرسي بصفته رئيسا منتخبا.وفي تقرير بعنوان " بالنسبة لرئيس مصر , الانتخابات كانت الجزء الاسهل " قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إن نجاح مرسي في الانتخابات كان أسهل جزء بالنسبة له مقارنة لما سيتعين عليه مواجهته من تحديات". وتابع التقرير:"أمام مرسي قضايا هائلة الاقتصاد متدهور والاستثمار انهار والأمن متراجع ومعدلات الجريمة مرتفعة وكذلك قوات الشرطة الفاسدة التي تعتمد علي التعذيب للحصول علي اعترافات من مجرمين مزعومين لا تزال الي حد كبير تعمل بنفس الاسلوب والقضاء المسيس أصبح غير مستقر . كما أن كبار الجنرالات في البلاد قاموا بزيادة حصتهم من السلطة السياسية الرسمية. كما أن الملايين من المصريين يعتمدون علي الخبز المدعوم من الحكومة في المعيشة . فالحكومة المصرية هي أكبر مشتر للقمح في العالم لذلك لا يزال الامر غامضا بشأن كيف سوف يأتي المال لعلاج هذا الوضع".وأضافت الصحيفة أنه "علي الرغم من أن مرسي فاز بالرئاسة بشكل نزيه وشعبي ، الا أن الرأي العام المصري منقسم بحدة . فقد حصل أحمد شفيق، والذي كان يمثل مصالح الطبقة العسكرية في السباق الرئاسي، علي أكثر من 49 % من الأصوات، كما أن مصر لا تزال دون دستور، وقواعدها وقوانينها هي الآن خليط من دستور عهد مبارك وسلسلة من التعديلات الدستورية التي أصدرها المجلس العسكري منذ فبراير 2011".وتشير كريستيان ساينس مونيتور إلي مواجهة أخري وهي حول مسألة إجراء انتخابات جديدة، في الوقت الراهن، وتابعت:"هناك 3 فروع مستقلة فعالة للحكومة : رئيس الجمهورية والمحاكم (الممتلئة بالمعينين من عهد مبارك ) والمجلس العسكري. لذلك عندما تتم كتابة دستور جديد ، سوف يتم إجراء انتخابات برلمانية جديدة . وبعد ذلك ، أشار الجيش إلي انه يود إجراء انتخابات رئاسية جديدة . إذا كان الأمر كذلك ، فمرسي في نهاية المطاف ستكون فترة رئاسته أقل من عام ، بدلا من فترة ولاية كاملة". وفي ختام التقرير تقول الصحيفة ان عقارب الساعة السياسية "تدق في مصر وعلي الرئيس مرسي التحرك بسرعة".أم أحمد في القصرتحت عنوان "امرأة عادية مصرية في القصر الرئاسي" نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا عن السيدة "نجلاء علي محمود"، أو "أم أحمد"، زوجة الرئيس المنتخب، "محمد مرسي".وقالت الصحيفة ان السيدة "نجلاء" التي ترتدي زيا اسلاميا وغطاءً للرأس يغطي جسدها حتي الركبة ( الخمار)، لم تلتحق بالجامعة، كما انها لا تحمل الاسم الاخير من اسم زوجها، كما كان يطلق اسم (سوزان مبارك) علي زوجة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" . حيث انها تعتبر ان ذلك تقليد غربي لا يتناسب مع الشرق، وتفضل ان يطلق عليها اسم "ام احمد"، نسبة لابنها الاكبر "احمد"، وهو تقليد مصري، وترفض ايضا ان يقال عليها سيدة مصر الاولي.وتختلف "ام احمد" البالغة من العمر 50 عامًا عن "سوزان مبارك" او عن "جيهان السادات" زوجة الرئيس الراحل "انور السادات، ففي الوقت الذي رآها البعض انها لا تمثل صورة السيدة الأولي، اعتبرها آخرون رمزًا للتغيير الحقيقي الذي أحدثته الثورة، فهي امرأة عادية يشعر معها المواطن وكأنها والدته. ورأت الصحيفة أن صورة "أم أحمد" التقليدية باتت ترمز للخط الفاصل في الحرب الثقافية التي جعلت من الوحدة هدفًا يصعب تحقيقه منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسني مبارك، فهي تمثل التغيير الديمقراطي التي جاءت رياح الثورة محملة به، فهي سيدة تعيش في القصر الرئاسي، لكنها تشبه وتعيش مثل أخوات وأمهات المصريين.الرجعية والريفإلا أن البعض من أبناء النخبة المتأثرة بالغرب، يرون أنها تمثل الرجعية والريف، وهذا ما كانوا يخشون حدوثه في حال نجح الإسلاميون وجماعة الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن احمد صلاح ( 29 عامًا) يعمل في بنك ويمتلك مقهي مع اصدقائه في الزمالك قوله: "لا أستطيع أن أصفها بالسيدة الأولي تحت أي ظرف من الظروف، فهي لا يمكن أن تكون الصورة لسيدات مصر".ومضت الصحيفة تقول إن صورتها أشعلت النقاش علي المواقع الالكترونية والصحف، فقد تساءلت صحيفة "الفجر" بتشكك: "كيف يمكنها أن تقابل زعماء العالم وفي الوقت نفسه تلتزم بالمعايير الإسلامية؟، كما أن قول لا تنظر إليها، لا تسلم عليها يبدو وكأنه سيناريو كوميدي. ونقلت الصحيفة عن "نوران نعمان"، طالبة في كلية الهندسة قولها: "إن "نجلاء" ستشعر بالحرج؛ إذا سافرت إلي نيويورك أو أي مكان بالعالم، فالناس ستسخر منها وتقول "سيدتكم الأولي ترتدي العباءة، سيدات مصر كن أنيقات". نموذج للتغيير ورغم ذلك، رأي كثيرون أن منتقديها هم الخاطئون، فأمثال "سوزان مبارك" هم الأغراب، فهم لا يمشون بالشوارع، وهذا تحديدا ما نريده: التغيير، هكذا قالت "مريم مراد"، طالبة علم نفس. واتفقت معها "داليا صابر"، دكتورة في كلية الهندسة تبلغ من العمر 36 عامًا، قائلة: "هي تبدو مثل أمي، ومثل والدة زوجي وغالبا مثل أم الجميع، فبالنسبة إلي، مرسي وزوجته يمثلان الربيع العربي والذي يرتكز علي وضع أناس عاديين في سدة الحكم". وأضافت قائلة: "هما يشبهوننا، والناس تشعر بأن هناك تغييرًا وقع". اعترافات واشارت الصحيفة إلي أن "أم أحمد" تعرف انها ستواجه صعابا كثيرة وأنه ليس من السهل ان تصبح زوجة اول رئيس اسلامي للبلاد، حسبما اكدت لصحيفة الاخوان المسلمين (الحرية والعدالة)، وقالت "ام احمد": "إن المواطنين سيقارنون بيني وبين "سوزان مبارك" التي كانت تلعب دورًا كبيرًا في السياسة المصرية من وراء الكواليس، وكان لها نفوذ غير عادي، اذا ما لعبت دورًا في الحياة العامة، واذا ما اختفيت عن الساحة، سيخرج من يقول ان زوجة الرئيس اختفت، لأن زوجها الاسلامي هو الذي اجبرها علي عدم الظهور وهذا يعكس رؤية الاسلاميين لعمل المرأة». وتحدثت الصحيفة عن مسار "ام احمد" التي تربت في منطقة "عين شمس" الفقيرة بالقاهرة، وتزوجت ب "مرسي" ابن عمها بينما كان عمرها 17 عاما، وكانت في الدراسة في المرحلة الثانوية، بينما كان عمره هو 28 عامًا. وبعد ثلاثة أيام من زفافهما، غادر "مرسي" الي "لوس انجلوس"، لإكمال درجة الدكتوراة في جامعة جنوب كاليفورنيا. سيرة ذاتية وقد أكملت "ام احمد" دراستها الثانوية، ودرست اللغة الإنجليزية في القاهرة. وبعد عام ونصف العام بعد زواجهما انضمت إلي زوجها في لوس انجلوس، حيث تطوعت بالعمل في بيت طالبات مسلمات، وكانت تقوم بترجمة خطب للنساء المهتمات في التحول إلي الإسلام. وبينما كانا في لوس انجلوس تلقي الزوجان عرضا للانضمام للاخوان المسلمين، وهو العرض الذي لم يكونا يدركان أنه سيحدد في وقت لاحق مسار حياتهما. وقالت "ام احمد" في حديثها لصحيفة الاخوان المسلمين ( الحرية والعدالة) ان الاخوان المسلمين عندما يعرضون علي احد الانضمام اليهم، لايخدعونه وانما يقولون الحقيقة بان الطريق ليس سهلاً وان هناك متاعب، وهذا ما كنا نعرفه، حتي انهم طلبوا من "مرسي" قبل الموافقة علي الانضمام للجماعة ان يأخذ رأي زوجته، لأن ما يهمهم استقرار الاسرة، قبل ضمان انضمام عضو جديد. وبعد ان اكمل مرسي دراسته في لوس انجلوس، لم تكن "ام احمد" ترغب مبدئيا في مغادرة امريكا، حيث ولدت ابنين من ابنائها الخمسة هناك ويحملان الجنسية الامريكية، الا ان "مرسي" اراد ان يكبر ويتربي ابناؤه في مصر. وبعد عودتهما من امريكا عام 1985، التحق "مرسي" بجامعة الزقازيق، بينما اكتفت زوجته بالعمل كربة منزل، ولكنها تطوعت في العمل لتعليم الفتيات الصغيرات وغيرها من الاعمال الخيرية التي كانت تقوم بها في اطار جماعة الاخوان المسلمين. وكثيرا ما ظهرت "ام احمد" مع زوجها خلال الحملات الانتخابية، الا انها كانت ترفض الوقوف امام عدسات المصورين لالتقاط الصور الا بشروط، كما كانت ترفض الحديث. واشارت الصحيفة الي ان المصريين بدأوا يرددون باستغراب، "سيدة من بلدة فقيرة، تصل الي قصر الرئاسة"، وهناك من يطلق النكات قائلا: "ام احمد يطلق عليها ام جمال"، في اشارة الي "سوزان مبارك" وابنها "جمال". وختمت الصحيفة بأن "ام احمد" مازالت مترددة في الانتقال للاقامة في القصر الرئاسي، حيث تري ان هذا القصر سيعزلها عن العالم الذي تعيش فيه تماما، وهي لا تريد سوي ان تؤدي واجباتها كزوجة، وان تعيش في مكان بسيط.