وكأنه يعيش بيننا، يعرف ما نعانيه ويدرك جيداً تفاصيل المرحلة الراهنة التى يعيشها المصريون، فأغنياته التى تغنّى بها منذ عشرات السنين ظلت باقية شاهدة على عهد جديد يعيشه المصريون مع حكم «الإخوان المسلمين»، بالتأكيد هو لم يعش هذه الفترة لكن أغنياته عاشتها معنا لحظة بلحظة. فى الذكرى ال 84 لميلاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، التى توافق اليوم، قررنا استدعاء كلمات أغنياته التى توافق الأحداث الجارية لنعرف رأيه فيما يعيشه المصريون من أجواء ترقب بسبب الإخوان ومظاهرات 30 يونيو المطالبة بإسقاط الرئيس. بشكل كبير دعّم «العندليب» مظاهرات 30 يونيو ودعا الشعب إلى النزول، قائلاً: «اصحى وقوم من بدرى.. ما تقولش لسه بدرى.. دا يوم جديد من عمرك.. ويوم جديد من عمرى»، وحول وعد الإخوان باستكمال أهداف الثورة قال: «حلو وكداب ليه صدقتك.. الحق على اللى طاوعتك.. حلو وكداب ليه صدقتك». رفض «العندليب» دعوات البعض بإعطاء فرصة ل«مرسى» بحجة أنه لم يمر عليه إلا سنة واحدة، قائلاً: «فى يوم فى شهر فى سنة.. تهدى الجراح وتنام.. وعمر جرحى أنا أطول من الأيام»، وحول توقعاته لموقف الجيش فى هذا اليوم، قال: «الله يا بلادنا الله.. على جيشك والشعب معاه.. نفسى أديكى المجد علاه.. الله يا بلادنا الله.. ده كفاحنا لمبادئ سامية.. حالفين نحميها بقلوبنا». كثيراً ما قال المتظاهرون ل«مرسى» كلمة «ارحل» وهى الكلمة التى ستهز ميادين مصر يوم 30 يونيو، ولكن لو كان العندليب بيننا ماذا كان سيقول لمرسى: «أنصحه بأن يقول للشعب: يا سيدى أمرك.. أمرك يا سيدى.. ولَجل خاطرك.. خاطرك يا سيدى.. مقدرش أخالفك لإنى عارفك.. تقدر تحط الحديد فى إيدى». مظاهرات 30 يونيو، التى ربما تكلل بالنجاح، بعد أن يتمكن الشعب من تحقيق مطالبه بإسقاط الرئيس مرسى وحكم الإخوان، لاقت ترحيباً كبيراً لدى العندليب الذى وعد بالغناء للشعب: «إحنا الشعب.. مبروك ع الشعب.. خلاص السعد هيبقى نصيبه»، مغنياً للنظام الجديد الذى سيأتى بعد «الإخوان»: «أنت إلهام جديد.. أنت وحى ونشيد.. أنت فجر يملأ الآفاق نور.. أنت عيد.. أنت عيد».