عقدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، في مصر ورشة العمل التأسيسة للجهات المعنية بموضوع الفاقد والمهدر من الأسماك في مصر بمدينة الإسكندرية. وتهدف الورشة إلى التعرف على الأفكار العامة فيما يتعلق بالوضع الحالي لمسألة الفقد والهدر في البلاد، ومناقشة التحديات والفرص المتعلقة بفقدان وهدر الأسماك في مصر، والاتفاق علي الأولويات الوطنية ووضع خطة عمل واضحة لمواجهة هذا التحدي. شارك في ورشة العمل ممثلون من جميع الجهات المعنية ذوي الصلة بمصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية في مصر، بما في ذلك السلطات الحكومية وجمعيات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية ومؤسسات التدريب ومراكز البحث العلمي وصيادي الأسماك ومزارعي الأحياء المائية والتجار والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمستهلكين، وجرى جمع المشاركين في إطار المبادرة العالمية المعنية بتخفيض وفقد الأغذية، من خلال آلية دعم البرامج المتعددة الشركاء في المنظمة. الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو الحد من فاقد ما قبل وبعد الحصاد والنفايات في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في مصر من خلال سلسلة من الأنشطة التي بدأت مع هذه الورشة للجهات المعنية، وسيعقب حلقة العمل وضع خطة عمل يليها تطوير إطار لسياسات استراتيجية وتنظيمية؛ ثم إجراء تحليل لحالة فقدان الأسماك والنفايات من خلال الدراسات الميدانية في المواقع ذات الأولوية المختارة أثناء حلقة العمل؛ وستنتهي بتدريب أصحاب المصلحة المعنيين وتنظيم حملة قومية للتوعية بضرورة الحد من الفاقد والمهدر من الأسماك وتدريب الجهات المعنية. وقال حسين جادين ممثل الفاو في مصر: "مصر تنتج حاليا نحو 1.5 مليون طن من الأسماك والمنتجات السمكية سنوياً، إلا أن قضية الفاقد والمهدر من الأسماك تمثل تحدياً كبيراً لهذا القطاع، حيث يتم فقدان كميات كبيرة من الأسماك بسبب عدم كفاءة عمليات الحصاد والمناولة والمحافظة والتصنيع والتخزين والتوزيع، بالإضافة إلى ضعف القدرة التقنية على صعيد نظافة الأسماك، والمرافق الصحية البيئية، والآليات التكنولوجية المستخدمة في الصناعات الأساسية للأسماك، تزيد الوضع تفاقماً. ولذلك فإن فقدان الأسماك والنفايات تمثل قضية هامة جدا في قطاع المصايد والاستزراع المائي المصري". وأضاف أن هناك بعض المبادرات العالمية والإقليمية التي تعالج مشكلة الفاقد والمهدر من الأسماك، مثل "المؤتمر الإقليمي حول الأمن الغذائي وزيادة الدخل من خلال خفض الفواقد والمُهدر في مصايد الأسماك" الذي عقد في نواكشوط، موريتانيا، الذي تضمن دعوة لتنفيذ سياسات وأطر تشريعية تدعم نهجا تشاركيا في إدارة مصائد الأسماك، وبناءً على هذا بدأت الفاو في مصر مشروعا وطنيا يهدف إلى تقليل الفاقد والمهدر في قطاع المصايد والاستزراع المائي في مصر"، أضاف الدكتور جادين. وقال السيد أحمد سني الدين صادق المدير العام للمزارع السمكية بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إن "إنتاج الأسماك في بلادنا قد تزايد كثيرا خلال العشرين عاما الماضية حيث أصبحت واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الاستزراع المائي في العالم، ولكن الفجوة بين الكمية المنتجة والكمية المستهلكة كبيرة جدا، وقد آن الأوان لوضع كل جهودنا لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الدخل من خلال الحد من فقد الأسماك والنفايات في قطاع المصايد والاستزراع السمكي المصري". وأضاف: "كانت ورشة عمل أصحاب المصلحة فكرة عظيمة، وغالبا ما يتم استبعاد الصيادون في عمليات صنع القرار، وقد سمحت لنا ورشة العمل هذه بمشاركة وجهات نظرنا وآرائنا مع بقية الجهات الفاعلة المشاركة في هذا القطاع. وقد أتيحت لنا الفرصة للمشاركة في المناقشات وتحديد الأولويات الوطنية وسنترك ورشة العمل مع العلم بأن المرحلة الأولى من سلسلة القيمة والصيادين والمزارعين قد سمعت وستكون جزءا من الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من فقدان الأسماك والنفايات "، قال السيد عاطف شوقي، رئيس اتحاد الصيادين".