أحلامهم كانت بسيطة، مع أسرة مكونة من أب وأم.. كانوا «ثلاثة» عندما انفصل والدهم الملتحى عن والدتهم.. صباح (17 سنة) ماتت قبل عام، أنهت حياتها بنفسها هربا من جحيم «مرات الأب».. عايدة (11 سنة) لحقت بها، أمسكت بطريق الخطأ سلك كهرباء عاريا.. والأسبوع الماضى لحق بهما شقيقهما محمد (15 سنة)، ضربته زوجة الأب ب«سيخ» حديد فوق رأسه ومات فى المستشفى. والدهم رجل ملتحٍ يلقبه أهالى منطقة كفر الزغارى بحى الجمالية «الشيخ حسين»، ويطلق عليه البعض «أبولهب»، أظهر تباطؤاً وبلادة مشاعر فى موتهم واحداً تلو الآخر.. «محمد» (15 سنة)، كما يؤكد الجيران وشهود العيان، كان يحيا حياة العبيد وذاق الذل على يد زوجة أبيه «هند».. توجهت إلى مطعم يعمل به وطلبت منه مبلغا ماليا.. رفض الصبى.. فما كان منها إلا أن غرست فى رأسه سيخا حديديا بسن مدببة دخل على أثره العناية المركزة بمستشفى الزهراء الجامعى.. وفارق الحياة.. وأصدر محمود حلمى، وكيل نيابة الجمالية، أمراً بضبطها وإحضارها إلا أنها اختفت. «نجية» عمة المجنى عليه تقول: إحنا مأساتنا من 6 سنين ومحدش بيسأل عن حق العيال دى اللى راحت هدر.. صباح وعايدة ومحمد.. أخويا اللى هو والدهم ملتحى بس ميعرفش حاجه عن الدين، وبيحب يسمع لكلام الستات، هو اتجوز 3 مرات وكلهم اطلقوا إلا الأخيرة «هند».. منها لله.. اللى اتجوزها فى 2007.. كانت تعامل «صباح»، بنته من مراته الأولى، معاملة وحشة.. ضرب وإهانة وشتيمة وهو مكانش بيمنعها من أى حاجة.. وصل بيهم الحال أنهم حبسوها مع «المعيز» فوق السطح.. فى مرة شربت بطاس ولحقناها بسرعة فى المستشفى والدكتور قال لنا إن حالتها النفسية وحشة وحاولوا تبعدوا عنها أى حاجه لأنها ممكن تؤذى نفسها. عمها «سيد» تفاوض مع والدها أنها تروح تعيش معاه فى بيته هو رفض.. آخر مرة لما اتحبست فى السطح.. نزلوها البيت تحت وشافت بطاس فى كباية شربت منه على طول.. وماتت. بعد 11 شهرا.. «عايدة» كانت ماشية فى البيت.. والدها كان سارق تيار كهربائى من جامع هنا فى المنطقة، وهى مسكت السلك واتكهربت على طول.. ربنا يرحمها.. حتى لو مكانش هو السبب الرئيسى فى موتها بس أهو تسبب بشكل غير مباشر برضو. أما «محمد» دا فكان شارب منها الذل.. كان نفسه يجيب كومبيوتر.. وكان عامل جمعية عشان يجيب واحد.. كان نفسه يعيش طفولته زى أصحابه فى المدرسة.. لما مات كان لسه مخلص امتحانات تالتة إعدادى.. دايما مكسور بيشتغل الأسبوع كله.. حتى يوم أجازته مكانش بيلاقى لقمة نظيفة ياكلها وكانت بتدور على أى حاجه تسعده وتحرمه منها.. قبل الحادثة ب3 أيام ضربته وبهدلته وكانت بتقول له أنا «هاطرشك الدم».. ويومها كانت عمته «وردة» عندهم فى البيت وأخدته معاها بيتها ورجع الصبح على شغله. يوم الحادثة كان الأربعاء الماضى الساعة 9 بالليل «محمد» فى المطعم.. والده فاتح «مسمط» هنا تحت البيت.. «هند» كلمت والده وقالت له أنا رايحة المطعم وهاخد فلوس من هناك.. هو قالها ملكيش دعوة بيه.. هى راحت هناك المطعم، قالت ل«محمد» هات الفلوس اللى معاك قال لها أنا مش هاقدر أديكى حاجه غير لما بابا ييجى من الجامع.. كان فى إيده أكل هيوديه للناس اللى قاعدة فى المطعم.. وقعت الأكل منه فى الأرض.. هو يا حبة عينى مقالش غير كلمة واحدة بس قال لها النعمة دى هتزول من إيديكى.. نزل على الأرض يلم الأكل هى مسكت سيخ حديد مدبب وضربته على رأسه فى النص كده.. عمل له كسر وفتحة دخول.. ووقع على الأرض على حتة حديدة.. سببت له كسر فى الجمجمة ونزيف داخلى. ولما والده جه المحل سألها مين اللى عمل كده قالت له أنا.. خدوه بسرعة على المستشفى ودخل العناية المركزة.. مات يوم الجمعة.. وفوجئنا إن محضر استقبال المستشفى مكتوب فيه إن الإصابة حصلت نتيجة حادث عابر.. وإنه اتزحلق فى المحل لما كان بيغسل السيراميك. «سيد» أخويا كان هناك راح لقى شيخ من المنطقة هنا اسمه «محمود. س» ومعاه واحد اسمه «أشرف» جايبين كفن عشان يخبوا الموضوع ويخلصوه بسرعة.. بس المستشفى مرضيش يسلمهم الجثة وتحفظوا عليها فى ثلاجة المستشفى. «سيد»، عم المجنى عليه، يكمل الحديث عن المأساة قائلاً: أنا لما وصلت المستشفى لقيت أخويا بيقول لى أنا عايز أخلص الموضوع وألمه مش عايز فضايح.. قلت له لا.. لازم حقه ييجى ميروحش هدر زى «صباح» وجريت بسرعة على قسم الجمالية بس خيبوا أملى وقالوا إن الموضوع دا انتهى لأن والد المتوفى أقر بأن الإصابة مش جنائية، النيابة جات عاينت الجثة.. وربنا قدرنى وجبت الشهود والنيابة الحمد لله أصدرت أمر ضبط وإحضار ليها.. بس هى اختفت. عرفت إن فيه ناس مشّوها من هنا لما عرفوا أن «محمد» مات وهربوها على طنطا لبيت أبوها.. وعرفنا إنها مسافرة مع أخويا على العمرة.. وهو عايز يهربها ويقعدها هناك عشان ليه معارفه هناك.. إحنا رحنا على طنطا بسرعة أنا وجوز أختى عشان نخطر الأمن والنيابة هناك بأمر الضبط والإحضار.. بس محدش فيهم خدمنا ولا اهتم بالموضوع بتاعنا وأختى راحت على المطار وبلغت الأمن هناك.. بس «هند» عرفت بالموضوع ومراحتش عشان كان هيتقبض عليها.. خلاصة الكلام أخويا كان عايز يهرّب مراته. إحنا محدش مهتم بينا إلا محمود حلمى، وكيل نيابة الجمالية، أصدر أمر بضبطها بس محدش بينفذ.. والمباحث هنا نايمين على ودنهم.. إزاى أنا أقول لهم الحادث فيه شبهة جنائية ومحدش فيهم يرضى يتحرك ولا يحرر محضر.. فين ضميرهم.. حسبى الله فيهم.. إحنا عايزين القصاص منها.. هى السبب فى موت بنت أخويا وابنه.