تباينت وجهات نظر الخبراء بشأن انضمام مصر لدول "تجمع الحرير" البري الممتد من الصين شرقاً إلى أوروبا غرباً، فقال بعضهم إن انضمام مصر لطريق الحرير بقدر ما له من فوائد اقتصادية إلا أنه يعني دخول منافسين جدد لقناة السويس إذا بقي وضع "القناة" على ما هو عليه من تحصيل الرسوم فقط، إلا أن الجانب الآخر بدا متفائلاً. وقال الخبراء إن "الطريق" لن يؤثر على قناة السويس بل سيكمل دورها ويعظم الاستفادة منها ويجعل محور إقليم قناة السويس مركزاً لوجيستياً للسفن والبضائع، كما سيزيد من عدد السفن المارة بالقناة ويحقق إيرادات إضافية من رسوم مرورها، فضلاً عن أنه سيزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية المرجوة. وقال المهندس ممدوح حمزة، الاستشاري المتخصص في الطرق، إن انضمام مصر لطريق الحرير بقدر ما له من فوائد اقتصادية إلا أنه يعني دخول منافسين جدد لقناة السويس إذا بقي وضع "القناة" على ما هو عليه من تحصيل الرسوم فقط. وأضاف "حمزة"، ل"الوطن"، أن هناك منافسة في مجال الملاحة ولكنها ضئيلة، حيث توجد خطوط بديلة لأي ممرات للتجارة العالمية، وأن جزءا من موانئ الصين شمالا قد يغريها طريق القطب الشمالي وهو ما قد يؤثر على مستقبل قناة السويس كمجرى ملاحي لنقل البضائع، لافتاً إلى أن هناك بديلا قديما هو طريق رأس الرجاء الصالح، علاوةً على خطوط السكك الحديد التي مدَّتها الصين على طريق الحرير الممتد من أقصى الصين شرقا إلى أقصى أوروبا غرباً. وحذر "حمزة" من التعامل مع هذا الطريق الصيني باستهانة، خاصة أن هناك دولاً تمثل بؤرا للاضطرابات السياسية والإرهابية انضمت له مؤخراً، مثل العراق وتركيا وأفغانستان، مبدياً تخوفه من أن الطريق الممهد لحركة التجارة قد يكون ممراً لتحركات الإرهاب. أما الدكتور خالد عبدالعظيم الخبير الدولي في تخطيط النقل ومدير معهد النقل سابقا، فيرى أن طريق الحرير سيجعل مصر مركزاً استراتيجياً واقتصادياً مهماً في المنطقة والعالم، وسيفتح الطريق أمامها لشراكات وتحالفات اقتصادية مهمة تجعلها دولة محورية وفاعلة في التجارة الدولية ومعبراً لمرور حركة التجارة من الصين لمختلف دول العالم. وقال إن الطريق لن يؤثر على قناة السويس بل سيكمل دورها ويعظم الاستفادة منها ويجعل محور إقليم قناة السويس مركزاً لوجيستياً للسفن والبضائع المارة، كما سيزيد من عدد السفن المارة بالقناة ويحقق إيرادات إضافية من رسوم مرورها، فضلاً عن أنه سيزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية المرجوة. وتابع: "ويرجع تاريخ إنشاء طريق الحرير إلى عام 3000 قبل الميلاد وكان عبارة عن مجموعة من الطرق المترابطة تسلكها السفن والقوافل، بهدف التجارة وترجع تسميته إلى عام 1877م، حيث كان يربط بين الصين والجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهند، وسمي طريق الحرير بهذا الاسم لأن الصين كانت أول دولة في العالم تزرع التوت وتربي ديدان القز وتنتج المنسوجات الحريرية، وتنقلها لشعوب العالم عبر هذا الطريق لذا سمي طريق الحرير نسبة إلى أشهر سلعة تنتجها الدولة التي أطلقته". وفي سبتمبر عام 2013 أعلن الرئيس الصيني مبادرة جديدة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي وفي أكتوبر الماضي دعا إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لتوفير طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة، ويبدأ طريق الحرير من الصين ويمر عبر تركستان وخراسان وكردستان وسوريا إلى مصر ودول شمال إفريقيا مرورا بأوروبا.