"عاصمة الثقافة العربية"، مبادرة يتردد اسمها على مدار 21 عامًا، انطلقت من القاهرة لتعود إلى بلد النيل بعد 21 عامًا، بتسلم وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، اليوم، لشعلة المباردة من مدينة صفاقسالتونسية لتكون "الأقصر عاصمة الثقافة العربية" لهذا العام. في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة في الوطن العربي المنعقد في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ما بين 21 و22 نوفمبر 1988، تم إقرار مشروع العقد العربي للتنمية الثقافية الذي قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بحيث يغطي العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين 2000-2009، وتبنى المؤتمر اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى منظمة اليونسكو، حسب الهيئة العامة للاستعلامات. مبادرة عاصمة الثقافة العربية، جاءت على غرار عاصمة الثقافة الأوروبية، وبدأت التجربة بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996، تلتها تونس 1997 ، ثم الشارقة الإماراتية 1998، وفي عام 1999 وقع الاختيار على بيروت، والعام التالي كانت مدينة الرياض. في العام 2001 تم اختيار الكويت، وعمان الأردنية في العام 2002، ووصلت التجربة إلى مدينة الرباط في المغرب عام 2003، ثم مدينة صنعاء اليمنية في العام التالي، وفي العام 2005 اختيرت الخرطوم، وفي 2006 جاء دور مدينة مسقط العُمانية، ومدينة الجزائر في 2007، ودمشق في 2008. وعادت الشعلة إلى الرياض في العام 2009، ثم مدينة الدوحة في العام التالي، وفي 2011 كانت مدينة سرت الليبية، ثم مدينة المنامة البحرينية، وجاءت العراق في 2013، وفي 2014 كانت مدينة طرابلس الليبية، ثم عادت إلى الأردن في مدينة جرش عام 2015، وأخيرًا في صفاقسالتونسية في 2016. يهدف مشروع العواصم الثقافيّة إلى النهوض بالثقافة العربية والثقافات الوطنية وتأكيد أهمّية حضور تعبيراتها المتنوعة في المجتمع عبر المجال الثقافي، الاجتماعي، الفكري والإبداعي، في تأكيد الهوية وتعزيز مقوماتها الروحية والجمالية والرمزية، وبنفس القدر، وإبراز الدور الحاسم للبُعد الثقافي في خدمة التنمية. ويسعى المشروع، حسب ما عرفته مدينة صفاقس عند اختيارها، إلى تنشيط المبادرات الثقافية والفنية الخلاقة وتنمية الإبداع من خلال مشاركة المواطنين في الحياة الثقافيّة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتوسيع مجالات الحوار الثقافي، وترسيخ مبدأ الانفتاح على ثقافات الشعوب وحضاراتهم، والتعريف بقيم التفاهم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصيات الثقافية. تأكيد عدم وجود خلافات وأنَّ كل الحضارات والثقافات تتكامل في التاريخ المصري وداخل الشخصية المصرية، كان الدافع وراء اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية هذا العام، حسب ما قال وزير الثقافة الدكتور حلمي النمم، فالأقصر هي عاصمة مصر القديمة، بالإضافة إلى أن هذه المحافظة كان لها دور بارز في كل المراحل التي مرت بها مصر، كالعصر القبطي والعربي والإسلامي والحديث. واختيرت مدينة البصرة في العراق للعام 2018، ومدينة بورتسودان في السودان للعام 2019، ومدينة بيت لحم في الأراضي الفلسطينية للعام 2020، ومدينة أربد في الأردن للعام 2021، ومدينة الكويت في الكويت للعام 2022.