عادت مشاهد تكدس السيارات والمشادات أمام محطات الوقود مرة أخرى فى محافظات العاصمة بسبب تراجع الإمدادات ونقص البنزين والسولار، بينما تباين المشهد فى الأقاليم، حيث شهدت بعض المحافظات انفراجة نسبية فى مقابل تصاعد الأزمة فى محافظات أخرى. ففى المنيا يبدأ أصحاب السيارات كل يوم رحلة البحث عن السولار، وأصبح مشهد حمل الجراكن أمام محطات الوقود مألوفا، كما أن الفلاحين يبيتون أمام المحطات أملا فى الحصول على سولار لتشغيل ماكينات الرى وطلمبات رفع المياه، فى حين قطع سائقو التاكسى، صباح أمس، طريق مصر - أسوان الزراعى أمام محطة وقود التعاون بسبب نفاد البنزين بالمحطة، واستغل أصحاب المخابز الأزمة فى التلاعب بحصص الدقيق وبيعها فى السوق السوداء بحجة نقص السولار وعدم توفير الكميات اللازمة للتشغيل بشكل منتظم وارتباك العمل. وقال مسئول فى مديرية التموين -طلب عدم ذكر اسمه- إن احتياطى المحافظة من السولار ينخفض تدريجيا، مشيرا إلى أن المنيا تحتاج إلى ضخ ضعف الكميات المقررة لها لسد العجز الشديد. وفى الغربية تمكنت مباحث التموين من ضبط 3 عمال فى محطات وقود يبيعون السولار والبنزين أغلى من السعر المحدد، وكثفت الأجهزة الأمنية جهودها لإحكام السيطرة على المواد البترولية المدعمة لمنع تهريبها خارج المحافظة. وتلقى اللواء مصطفى باز، مدير أمن الغربية، إخطارا من العميد أحمد الخواجة، مدير مباحث التموين فى المحافظة، يفيد بضبط رمضان البكرى «24 سنة»، عامل فى محطة وقود، لبيعه بنزين 80 بأكثر من السعر الرسمى. كما تم ضبط عبدالرحمن محمد الشحات «33 سنة» وعادل محمد الجبالى «26 سنة» يعملان بمحطة تموين السيارات لبيعهما البنزين المدعم بأكثر من السعر الرسمى. واستمر مشهد تكدس عشرات السيارات أمام محطات الوقود، مما أثر على الحركة المرورية لساعات متواصلة، ونشبت مشادات ومشاجرات حامية بين السائقين وأصحاب المحطات، واتهم السائقون أصحاب المحطات بتسريب السولار والبنزين إلى السوق السوداء لتحقيق المكاسب المادية. فى الوقت ذاته شهدت أزمة بنزين 80 انفراجة نسبية فى القليوبية، إلا أن حالة الارتباك على الطرق الفرعية ما زالت مستمرة بسبب وجود عدد من بائعى البنزين والسولار الذين يحاولون خلق أزمة مستمرة، وتراجعت نسبة ضبط المخالفين من باعة البنزين فى السوق السوداء. أكد الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، عودة أزمة البنزين والسولار فى محطات الوقود بالقاهرة مرة أخرى، مشيراً إلى أن الكميات الإضافية التى تم ضخها للمحافظات خلال الأسبوع الماضى تم سحبها من حصص القاهرة خلال الشهر الحالى مما أدى إلى ازدحام السيارات أمام المحطات فى القاهرة أمس. وأوضح عرفات فى تصريح خاص ل«الوطن» أنه من المفترض أن يتم ضخ كميات إضافية من البنزين والسولار خلال الأسبوع الحالى بزيادة تصل إلى 20% من بنزين 80 إلى المحافظات بعد وصول شحنات استيراد جديدة إلى ميناء الإسكندرية. وأضاف أن بنزين 80 هو السبب الرئيسى فى الأزمة، خاصة أن الطلبات متزايدة عليه بشكل ملحوظ على الرغم من أضراره على البيئة، مشيرا إلى صعوبة إلغائه العام المقبل 2013 بدون طرح بدائل أخرى أفضل جودة. وقالت مصادر فى وزارة التموين: إن هناك اتجاها لتشكيل جهاز مستقل لمراقبة عمليات توزيع المواد البترولية والإشراف عليها منذ خروجها من الشركات المنتجة وحتى وصولها إلى محطات بيع الوقود وأيضاً مراجعة الكميات قبل البيع وبعده. وقال فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، إن هناك خطة وضعتها الوزارة بالتعاون مع «البترول» لمراقبة مختلف المحطات على مستوى الجمهورية وتخصيص مفتشين لكل مجموعة من المحطات لمتابعتها بصفة يومية وإعداد تقارير تفصيلية عنها، كما أن الوزارة تتلقى بيانا من كل محافظة بالكميات الواردة إليها وما تم بيعه للجمهور وأيضاً كميات النقص. وأضاف أن الوزارة تقوم بإبلاغ غرفة عمليات وزارة التموين بكميات النقص فى المحافظات وتقوم بدورها بضخ الكميات المطلوبة، لافتا إلى أنه يتم الآن ضخ 40 ألف طن سولار يوميا و71 ألف طن بنزين بالأسواق لمواجهة الأزمة، متهما السوق السوداء بالسبب فى استمراها، مضيفا أن الوزارة تشن حملات مستمرة للقضاء عليها. يذكر أن «هيئة البترول» تسهم بنحو 30% من إجمالى عمليات نقل المواد البترولية لمحطات الوقود، حيث يصل عدد محطات الوقود إلى نحو 2650 محطة على مستوى الجمهورية، تمتلك الهيئة -بالإضافة إلى القوات المسلحة- نحو 400 محطة من إجمالى هذه المحطات، والباقى ينقسم بين متعهد وقطاع خاص، أى أن المحطات التابعة للهيئة لا تتجاوز 15%.