"رقص".. تعبير حركي بقدر بساطته يمتلك سطوة مزاجية يضفيها على محبيه بأشكاله وأنواعه المتعددة، وعلى الرغم من أن مصر ضمت النجمات الأبرز في فن "الرقص الشرقي" بطابعه الخاص استهوت فتياته في العصر الحالي الرقصات الغربية وحركاتها البعيدة عن ما اعتدته الأعين الشرقية، وتنجذب لحركات جديدة من "هيب هوب، وبوبينج أنيميشن، وربوت"، وغيرهم العديد، حتى صارت تلك الحركات نفسها مدخلا أساسيا لفتيات عدة لفقد الكثير من أوزانهم بعيدا عن التمارين المعتادة الشاقة، ووسيلة للتخلص من الطاقات السلبية التي تحيط بهن. احترفت حياة حسن رقصة "Jazzercise"، متحدية النظرة الشرقية والمجتمع الذي يرى الفتاة التي ترقص أنها سيئة، سواء كان الرقص شرقي أو غربي، ولكن الغربي يواجه ذلك أكثر لاختلاف شكله، مُصرّة على إبراز صورة أن "من حق كل واحد في الدنيا يعمل اللي بيحبه ما دام هيلاقي نفسه فيه". "Jazzercise"، هي إحدى الرقصات التي تضم بداخلها عدة فنون أدائية حركية مختلفة، بدأت "حياة" التسلل إليه بحضور "تجمعات" لتعليمه في منطقتي أكتوبر والتجمع قبل أن تغلق وتصبح هي من أوائل محترفاته بمصر حتى صارت الوحيدة التي تُدرب الفتيات عليه الآن، وتعتبره وسيلة لتغيير حالتها المزاجية، ووضعها في "مزاج أفضل". وجدت حياة في الرقص الغربي ما يملأ شغفها وحبها ل"المزيكا" والرقص الذي لا يعتمد على حركات بعينها، متمردًا في أدائه الجسماني عن المعتاد، ويضم "كذا نوع رقص" من "هيب هوب وصالصا وكيك وبوكسينج"، ورقصات أخرى كثيرة، قادرة على إخراج كل طاقتها السلبية واحترفته لتعمل بما تُحب وتهوى. من كثرة حبها وشغفها به.. هوت نور طارق الرقص الحركي منذ نعومة أظافرها، في سن الثانية عشرة، مشاهدتها للفنان العالمي مايكل جاكسون وحركاته الراقصة، دفعتها للتعرف على هذا النوع من الفن والذي يطلق عليه "POP". وبدأت نور رحلة البحث عبر موقع "يوتيوب"، لتعرف أنواع الرقص الحركية الغربية حتى وجدت ما يروق لها وبدأت في جمع المعلومات عنه واحترافه. وبات للرقص الغربي عندها طريق للاحتراف، حيث اعتادت أن تعلو بخفة عن الأرض وهي تقف على أطراف أصابع قدميها وتمدد يديها للأعلى ليتشابكا، وهي تتمايل كما يفعلن راقصات البالية اللاتي تشاهدهن على التلفاز، دون أن تعرف ما اسم ما يفعلونه، مكتفية بمتعة "الخفة"، التي تعتريها عند تقليد تلك الحركات وهي طفلة صغيرة تجوب المنزل، وتعتبر نور ما تفعله هو عبارة عن تعبير عن الموسيقى بجسدها دون ابتذال يذكر، فكانت خطوتها الصغيرة بدايات لاحتراف فن ال"POOPING ANIMATION". وأصبحت نور في عمر التاسعة عشر، أول فتاة ترقص "POOPING ANIMATION"، واشتهرت باسم "روبوتيكا"، بعد أن خاضت جميع تجاربها البدائية لمدة عامين داخل منزلها، لعدم وجود صالات أو أماكن للتدريب عن تلك النوعية من الرقصات، ورفعت فيديوهات رقصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، يوتيوب، إنستجرام"، لتعريف الفتيات عن ذلك الفن الجديد. لكن لم يكن الرقص غاية لدى كل الفتيات، فهو لأخريات وسيلة للحصول على جسم ممشوق وجسد صحي، فتحترف العديد من البنات والسيدات رياضة ال"زومبا" والتي يطلق عليها "Zumba Fitness"، وهي ليست مجرد رقصة حركية كما المعتاد في باقي الرقصات الغربية، و لكنها رياضة ممتعة في شكل راقص لذا انجذبت إليها "ماريان عياد"، التي أحبتها وأصبحت شغوفة بها حتى صارت إحدى مدرباتها. في شهر أكتوبر من كل عام تنظم المؤسسة المصرية لمكافحة السرطان حفلًا لدعم المؤسسة ويكون قائمًا على ال"زومبا" فقط، وكانت هذه هي بداية تعرف ماريان على ذلك النوع من الرياضة، ووجدتها رياضة ممتعة لا تعاني الفتيات من التعب والملل حين تمارسها لأنها تدمج الحركات الرياضية والرقص في نفس الوقت ولا تضطر لعمل التمارين الشاقة. ف"الزومبا" تغيّر حياة الناس حيث إنها تمكنهم أن يكونوا أفضل من خلال الموسيقى والرقص واللياقة وتجلب لهم المرح والسعادة والقوة التي تساعدهم في التغلب على مصاعب الحياة وعلى أي ألم. تعرفت ماريان من خلال "زومبا" على جميع أنواع الرقص "صالصا - كومبيا - ريجاتون - هيب هوب رقص شرقي رقص هندي"، وغيرهم الكثير من جميع أنحاء العالم، وعلى فوائد تلك الرياضة حيث إنها تساعد على فقد الوزن فهي قادرة على حرق من 800 وحتى 1000 سُعر حراري في الساعة. "الزومبا تجلب السعادة".. التعبير الذي ارتضته ماريان ليصف الشعور الذي يسيطر على ممارسات "زومبا"، حيث تساعد الزومبا على زيادة هرمون الأندروفين الذي يُشعر بالسعادة كما تساعد على التخلص من الطاقة السلبية فهم يأتين إلى التمرين دون حمل "هَم" الإرهاق أو التعب الجسدي جرّاء التمارين الشاقة ففي النهاية هن يرقصن، لذا تأتي فتيات وسيدات من جميع الأعمار يملكن أوزانًا مختلفة، منهن مَن تأتي حتى تفقد من وزنها وأخريات ل"شد الجسد" والبعض لتقوية العضلات، بطريقة ممتعة، لذا تعد "زومبا" برنامج لياقة بدنية داخل شكل الرقص، كما أنها فرصة أيضًا للفتيات التي تعاني من مشكلات الحياة اليومية أن تحتفل لمدة ساعة وتتخلص من كل الطاقة السلبية وتخرجه في الطاقة التي تشع منها عند تأدية رقصات مختلفة.