من «بائع بطيخ» إلى «مؤسس تركيا الجديدة»، هكذا يحب أن يدعوه الناس، أو هكذا يحب أن يسميه مؤيدوه، فهو ينحدر من أسرة فقيرة دفعته للعمل بائعاً للبطيخ حينما كان فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ودائماً ما كان يتفاخر بذلك، ففى إحدى المناظرات مع منافسه دنيز بايكال، رئيس الحزب الجمهورى، قال إنه عمل فى صغره لمعاونة والده وتوفير جزء من مصروفات تعليمه. تلقى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان تعليمه فى مدارس دينية منذ صغره، فبدأت دراسته فى مدرسة «إمام خطيب» الدينية، وانتهت فى كلية الاقتصاد والأعمال فى جامعة «مرمرة». استغل «أردوغان» حظر حزب «الفضيلة» وانشق مع عدد من الأعضاء، منهم عبدالله جول، وأسس حزب «العدالة والتنمية»، الذى أكد منذ نشأته على اتباع سياسات واضحة ونشطة للوصول إلى هدف «أتاتورك» بإقامة مجتمع متحضر فى إطار القيم الإسلامية. وبالفعل خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 واستطاع تحقيق الأغلبية الساحقة، وتولى «جول» رئاسة الحكومة لإسقاط الحكم القضائى عن «أردوغان»، ليستطيع تولى رئاسة الحكومة فى مارس 2003. خلال عشر سنوات تولى فيها رئاسة الحكومة، أشرف على تحويل تركيا من دولة متأزمة اقتصادياً إلى أسرع الاقتصادات نمواً فى أوروبا. ورغم الازدهار والنمو اللذين شهدتهما البلاد فى عهده، فإنه لا يسمح بأى نوع من المعارضة، وسجن مئات الضباط فى الجيش بتهمة التآمر على الانقلاب ضده. زاد «تسلط» أردوغان بعد 10 سنوات فى السلطة، بحسب ما ترى المعارضة التركية، ولم يتوقف الأمر عند حد الأطر الأساسية للشريعة الإسلامية، وسعى لإقرار قوانين تحظر بيع الخمور، ورغم أنه لا مواد تحظر بيع الخمور فى الدستور التركى، فإنه استند على مادة أخرى تقر ب«حق الحكومة فى الحفاظ على شبابها من أى مخاطر». استطاع «أردوغان»، خلال فترة رئاسته للحكومة، أن يهزم التيار العلمانى المعارض له، وشرع يوماً تلو الآخر فى سن القوانين التى تفرض الشريعة الإسلامية نصاً وقوانين، من خلال تمرير قوانين فى البرلمان التركى، كان أبرزها حظر تبادل القُبلات وإظهار العواطف فى الأماكن العامة. كان إعلان الحكومة خطة إعادة تخطيط إحدى المناطق وقطع الأشجار فى إطار تلك الخطة، بمثابة «القشة التى قصمت ظهر البعير»، فأعلن الشعب التركى اكتفاءه من «تسلط» أردوغان، وخرج الآلاف فى تظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى اشتباكات هى الأعنف فى تركيا خلال سنوات طويلة، خاصة مع إطلاق الشرطة الغازات المسيلة للدموع، ومطالبة المتظاهرين بإسقاط الحكومة التركية.