حذر رئيس الوزراء الجزائرى أحمد أويحيى من أن المقاطعة الكبيرة لانتخابات البرلمان ستكون ذريعة للتدخل الخارجى فى شئون البلاد مما يعكس مخاوف الحكومة الجزائرية على مصير الانتخابات التشريعية المقررة الخميس المقبل بمشاركة 44 حزباً منها 21 حزباً جديداً فى ظل الربيع العربى. وفى تجمع انتخابى بالعاصمة الجزائرية، قال أويحيى أمام عدد من أنصار حزبه التجمع الوطنى الديمقراطى: «إما أن نرفع ورقة المشاركة فى الانتخابات، وإما أنهم سيرفعون مبدأ التدخل فى الشئون الداخلية باسم الديمقراطية لتكسير الجمهورية». وشن هجوماً على الربيع العربى واصفاً إياه «بطوفان على العرب أدى إلى احتلال العراق وتدمير ليبيا وتقسيم السودان وإضعاف مصر، والأمور تتضح كل يوم». وأوضح أن: «الهدف الوحيد من الانتخابات هو الحفاظ على استقرار الجزائر». وفى تصريحات ل«الوطن»، قال عضو المكتب الوطنى لحزب الحرية والعدالة الجزائرى (محافظ) مصطفى هميسى: «هناك تخوف من مشاركة ضعيفة لكن أسبابها الحقيقية ترجع إلى عدم ثقة الجزائريين فى الأحزاب والبرلمان والحكومة، لأنهم لم يروا أى نتائج ملموسة من الوعود التى يطلقها هؤلاء». وتعليقاً على تشبيه أويحيى الربيع العربى بالطوفان قال هميسى: «هذا الكلام يذكرنى بكل التخويفات والتحذيرات التى سمعناها من وزراء مبارك وبن على والقذافى، من أن التغيير يتيح فرصة التدخل الأجنبى وضعف الدولة»، وتابع: «هذه الحيل لم تعد تنطلى على الجزائريين». وأضاف: «إذا لم تنجح الدولة فى التغيير عن طريق صناديق الاقتراع فاحتمالات التغيير عبر الشارع السياسى واردة». وأرجع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فى جامعة الجزائر دكتور مصطفى صايج، ظاهرة العزوف الانتخابى إلى: «ضعف الأداء الحزبى فى الجزائر»، وأوضح فى تصريحات ل«الوطن»: «فالأحزاب السياسية ليست لديها القدرة على التعبئة، فهناك فجوة بينها وبين المطالب الاجتماعية والفئوية». واعتبر صايج أن الحديث عن التدخل الخارجى: «نوع من التوظيف السياسى تمارسه السلطات للضغط على الشارع ليرفع نسبة الإقبال على الانتخابات».