في عيد ميلادها ال86.. حياة "معبودة الجماهير" في محطات

ملامح تملئها البهجة والتفائل، نجحت في ملئ قلوب محبيها على مدار 37 عامًا من التوهج الفني والتي قدمت خلالهم 112 فيلمًا، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.
فاطمة أحمد شاكر، أسما لا يعرفه الكثيرين، ولكن الفنانة والمطربة "شادية" تعني الكثير للكثيرين، ففي حي "عابدين" أحد المناطق الشعبية في قلب القاهرة، ولدت الفنانة شادية في العشرينات من القرن الماضي، واكتشفها المخرج أحمد بدرخان في "ستوديو مصر" حينما قدمت للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك"، وخطفت أنظار الحضور، في أول تجاربها الفنية التي كانت تقدم فيه دورا صغيرا.
أدى نجاحها الباهر بعد مشاركتها في فيلم "أزهار وأشواك" إلى ترشيحها من قبل المخرج أحمد بدرخان لدور البطولة في فيلم "العقل في إجازة" أمام الفنان محمد فوزي، والذي حقق رواجًا كبيرًا جعل "فوزي" يستعين بها في عدد من الأفلام منها "الروح والجسد"، و"الزوجة السابعة"، و"صاحبة الملاليم"، و"بنات حواء".
حققت أفلامها إيرادات كبيرة مع الفنان الكبير الراحل أنور وجدي في "ليلة عيد" و"ليلة الحنة"، حتى توالت نجاتها مع الفنان كمال الشناوي وحققت إيرادات "بنت عمارات وجابت أراضٍ" على حد وصف "الشناوي"، وشكلت مع الراحل محمود ذو الفقار "ثنائي تاريخي" قدما أفلامًا حفظت في ذاكرة أرشيف السينما المصرية لسنوات عديدة أبرزها "مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، و"عفريت مراتي"، و"أغلى من حياتي" وهو أحد روائع ذو الفقار الرومانسية.
"شادية" صاحبة الوجه "البشوش والضحكة الصافية" قدمت أكثر من "دويتو" فني ناجح مع عمالقة السينما المصرية، دخلت "شادية" مدرسة "محفوظ" الإبداعية في ستينات القرن الماضي، فقدمت روايات "اللص والكلاب" و"زقاق المدق" و"ميرامار"، و"شيء من الخوف"، و"نحن لا نزرع الشوك".
وقفت الفنانة الراحلة شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي، وعبدالمنعم مدبولي، وأحمد بدير، واستمر عرضها لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، وكانت المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة، في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح.
تربعت "بلبلة السينما" المصرية على عرش السينما المصرية قرابة ربع قرن رفضت فيهما الاعتزال إلا بعد بلوغها حلم القمة، حتى فاجأت الجميع بارتدائها الحجاب واعتزلها الفن في ثمانينات القرن الماضي تاركة صورة ابتسامها الصافية في أذهان محبيها.