تعرضت الفنانة المعتزلة شادية لوعكة صحية شديدة نقلت على إثرها إلى مستشفى الصفا بالمهندسين، وشخص الأطباء حالتها الصحية التى بدت متدهورة بأنها تعانى التهابا رئويا حادا أوجب دخولها غرفة العناية المركزة وخضوعها ل«كورس» علاج مكثف ورعاية خاصة جعلنا ندعو لها جميعا بالشفاء العاجل .. ورغم اعتزالها الفن والحياة العامة منذ سنوات إلا أن شادية كانت حاضرة بقوة فى ميدان التحرير بأن الثورة حيت المعتزلة، لم يجد الشباب فى ميدان التحرير صوتا يقوى عزيمتهم، ويعبر عن عشقه لبلاده إلا صوتها الدافئ وهى تغنى «يا حبيبتى يا مصر» التى كتب كلماتها الشاعر محمد حمزة ولحنها بليغ حمدى. ورغم أن هذه الأغنية ارتبطت فى أذهان الناس بانتصارات منتخب كرة القدم فى بطولات إفريقيا، فإنها كانت الملجأ للشباب فى الإحساس بالأمان والانتماء وحب الوطن. شادية من مواليد 1934 اسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، أو فتوش (اللفظ التركى لاسم فاطمة). أدوار خفيفة بداية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذى كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت شادية وبعد أن أدت وغنت نالت إعجاب كل من كان فى استوديو مصر ولكن هذا المشروع توقف ولم يكتمل ولكن فى هذا الوقت قامت شادية بدور صغير فى فيلم «أزهار وأشواك» وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى فى أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمى رفلة «العقل فى إجازة» ،وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرا. وتوالت نجاحات شادية فى أدوارها الخفيفة وثنائياتها مع كمال الشناوى التى حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق فى كتابه تاريخ السينما العربية وتوالت نجاحاتها فى الخمسينيات وثنائياتها مع عماد حمدى وكمال الشناوى بأفلام أشكى لمين 1951 وأقوى من الحب 1954 وارحم حبى 1959.. جاءت فرصة العمر لشادية- كما تقول- فى فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الادوار التى أثبتت قدرة شادية العالية على تجسيد كافة الأدوار ومن يصدق إن شادية «30 سنة» تظهر كأم لشكرى سرحان «34 سنة» وتؤدى بهذه البراعة وليس أمامك إلا أن تصدقها. والنقلة الأخرى فى حياة شادية من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتى اخرجت طاقات شادية الكوميدية فى أفلام: مراتى مدير عام 1966 - كرامة زوجتى 1967 - عفريت مراتى 1968، وقدما أيضًا «أغلى من حياتى» عام 1965 وهو أحد روائع محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتى أحمد ومنى كأشهر عاشقين فى السينما المصرية. وقفت شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلى وعبد المنعم مدبولى وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات فى مصر والدول العربية. هذه المسرحية هى التجربة الأولى والأخيرة فى تاريخ المشوار الفنى فى حياة شادية على خشبة المسرح. زيجات شادية فى عام1952 تقابلت شادية مع عماد حمدى فى «قطار الرحمة» والذى كان متجهاً للصعيد و له أهداف إنسانية عميقة و اشترك فيه عدد كبير من الفنانين، و تزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم «أقوى من الحب» بالإسكندرية عام 1953، وكان يكبرها بحوالى 23 عاماً، ودام الزواج 3 سنوات لينتهى نهاية هادئة بالانفصال. وفى عام1956 ظهرت قصة حب بين شادية وفريد الأطرش أثناء عملهما معاً فى فيلم «ودعت حبك» ،وقد اعترف الاثنان بذلك ولكنهما لم يتزوجا وذلك بسبب العناد والكبرياء الذى سيطر على كل منهما. وفى عام1959 برعت شادية فى فيلم «المرأة المجهولة» مع المخرج محمود ذو الفقار، لدرجة أن والدتها حينما جاءت للاستوديو لم تتعرف على ابنتها التى تحولت إلى عجوز شمطاء. أما فى عام1965 تزوجت شادية من صلاح ذو الفقار بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما إنفصلا عام 1972 إنفصالاً نهائياً. وفى عام1984 قدمت شادية للسينما آخر أفلامها «لا تسألنى من أنا» مع المخرج أشرف فهمى. من مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة والنابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير «لأننى فى عز مجدى أفكر فى الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرنى الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا... لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز فى الأفلام فى المستقبل بعد أن تعود الناس أن يرونى فى دور البطلة الشابة.. لا أحب أن يرى الناس التجاعيد فى وجهى ويقارنون بين صورة الشابة التى عرفوها والعجوز التى سوف يشاهدونها.. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلنى الأضواء وإنما سوف أهجرها فى الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى فى خيال الناس.