كشف الدكتور شريف حمدي، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، عن إصابة نحو 50 ألف مواطن مصري بمرض التصلب اللوحي المتعدد والذي يطلق عليه "إم إس" وهو أحد أمراض الأعصاب التي تصيب المرضى في مرحلة الشباب، خاصة أن 70% من المرضى يتم تشخيص إصابتهم خلال المراحل الأساسية من حياتهم من عمر 20 وحتى 40 عاماً. ومن جانبه، قال دكتور مجد زكريا، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب بجامعة عين شمس، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب بمناسبة اليوم العالمي لمرض إم إس، أمس الأربعاء بالقاهرة، إنه رغم عدم وجود علاج شافٍ لمرض إم إس حتى الآن، فمن الممكن اتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة لمكافحة المرض، ومنع تقدمه، وخفض نوباته، وانتكاساته، بالإضافة إلى السيطرة على أعراضه وتحسين الأداء الوظيفي لأعضاء الجسم وحمايتها أيضا. وأضاف زكريا: "تعد موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في 2010 على طرح العقار الجديد الذي يؤخذ عن طريق الفم، من أهم الطفرات العلاجية التي شهدها مجال علاج مرض إم إس، ويعد العقار إضافة علاجية هائلة تسمح بالمزيد من الخيارات لمن يعانون من هذا المرض المزمن". وأشارت نتائج التجارب أن المرضى الذين استخدموا العقار الجديد، شهدوا انخفاضا في معدل انتكاسات المرض بنسبة 50% مقارنة بحقن الإنترفيرون المستخدمة على نطاق واسع، وعلاوة على ذلك، انخفضت احتمالات تقدم المرض بنسبة الثلث مع العقار الجديد، دون التعرض لأي آثار جانبية خطيرة، وتم استخدامه لعلاج أكثر من 6300 مريض إم إس حتى الآن. فيما أكد دكتور هاني عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، قائلاً: "إن مرض إم إس هو مرض مناعي ذاتي يجبر جهاز المناعة بالجسم على مهاجمة الغلاف المحيط بالخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكي، ومازالت مسببات المرض غير معلومة حتى الآن، ولكن إجماع الخبراء الوحيد هو أن الجهاز المناعي يزداد نشاطه بعد الإصابة بالمرض، ثم يبدأ في الهجوم وتدمير الغلاف النخاعي، وهو المادة السميكة التي تغلف الألياف العصبية وتحميها في المخ والحبل الشوكي." وأوضح دكتور هاني عارف قائلاً: "لا يمكن التنبؤ بمسار حياة مريض إم إس، ولكن المريض يمكن أن يعيش حياته بصورة طبيعية إذا تم السيطرة على المرض عن طريق المتابعة المستمرة واستخدام العلاج المناسب، ومع ذلك فهناك احتمال أيضاً بخطورة المرض وتسببه في عجز المريض عن الكتابة أوالكلام أو المشي، إذا تم إهمال المتابعة والعلاج". في المقابل، أكد المرضى الحاضرون للمؤتمر تجاهل الحكومة لعلاجهم سواء على نفقة الدولة أو التأمين الصحي، لافتين إلى ضرورة توفير العلاجات الجديدة مجانا للمواطنين في ظل ارتفاع نفقات العلاج التقليدي الحالي والتي تصل إلى 4 آلاف جنيه شهريا.