أكد الدكتور شريف حمدي أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، أن مرض "إم إس" هو أحد أمراض الأعصاب التي تصيب المرضى في مرحلة الشباب، مشيراً إلى أن حوالي 70% من المرضى يتم تشخيص إصابتهم خلال المراحل الأساسية من حياتهم من عمر 20 وحتى 40 عاماً. وأوضح حمدي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمرض "إم إس"، أنه طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فهناك 30 مريض "إم إس" بين كل 100 ألف شخص على مستوى العالم، وتبلغ نسبة إصابة السيدات الضعف مقارنة بالرجال. وفي مصر، أجريت دراسة عن المرض على مستوى الجمهورية كشفت نتائجها أن حالات "إم إس" تمثل 1.4% من جميع حالات أمراض الأعصاب، فقد تم تشخيص 648 مريض "إم إس" من إجمالي 45750 مريض بالأعصاب، وإجمالاً، فهناك حوالي 50,000 مريض "إم إس" في مصر. وأشار د. هاني عارف أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس قائلاً: "أن مرض "إم إس" هو مرض مناعي ذاتي يجبر جهاز المناعة بالجسم على مهاجمة الغلاف المحيط بالخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكي، ومازالت مسببات المرض غير معلومة حتى الآن، ولكن إجماع الخبراء الوحيد هو أن الجهاز المناعي يزداد نشاطه بعد الإصابة بالمرض، ثم يبدأ في الهجوم وتدمير الغلاف النخاعي، وهو المادة السميكة التي تغلف الألياف العصبية وتحميها في المخ والحبل الشوكي". وأوضح عارف أنه لا يمكن التنبؤ بمسار حياة مريض "إم إس" ولكن المريض يمكن أن يعيش حياته بصورة طبيعية إذا تم السيطرة على المرض عن طريق المتابعة المستمرة واستخدام العلاج المناسب. ومع ذلك فهناك احتمال أيضاً بخطورة المرض وتسببه في عجز المريض عن الكتابة أوالكلام أو المشي، إذا تم إهمال المتابعة والعلاج. ومن جانبه، قال د. مجد زكريا أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب، جامعة عين شمس: "بالرغم من عدم وجود علاج شاف لمرض "إم إس" حتى الآن، فمن الممكن إتباع بعض الإستراتيجيات الفعالة لمكافحة المرض، ومنع تقدمه، وخفض نوباته، وانتكاساته، بالإضافة إلى السيطرة على أعراضه وتحسين الأداء الوظيفي لأعضاء الجسم وحمايتها أيضاً. وأضاف زكريا: "تعد موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في 2010 على طرح العقار الجديد الذي يؤخذ عن طريق الفم من أهم الطفرات العلاجية التي شهدها مجال علاج مرض "إم إس"، ويعد العقار إضافة علاجية هائلة تسمح بالمزيد من الخيارات لمن يعانون من هذا المرض المزمن. وأكد د. هاني عارف أن مريض "إم إس" يواجه العديد من التحديات، وتعتبر العلاجات الفعالة نقطة البداية نحو حياة أفضل للمرضى، بالإضافة إلى توفير الخدمات الطبية بجميع أنحاء الدولة وتشجيع المجموعات التي تهدف إلى دعم مرضى "إم إس" في كل مكان. وقد طالبت شعبة "إم إس" بالجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، بزيادة الوعي بالمرض وتأثيره، خاصةً في ظل إصابة 2.5 مليون شخص على مستوى العالم. كما ألقى الخبراء الضوء على أهم التطورات الطبية التي تبعث بالأمل الحقيقي لمرضى "إم إس"، والذي يعد واحداً من أشهر أمراض الأعصاب التي تؤدي إلى العجز. وأشارت نتائج التجارب أن المرضى الذين استخدموا العقار الجديد، شهدوا انخفاضاً في معدل انتكاسات المرض بنسبة 50% مقارنة بحقن الإنترفيرون المستخدمة على نطاق واسع. وعلاوة على ذلك، انخفضت احتمالات تقدم المرض بنسبة الثلث مع العقار الجديد، دون التعرض لأي آثار جانبية خطيرة، وقد تم استخدامه لعلاج أكثر من 6300 مريض "إم إس" حتى الآن. كما صرح د. صلاح الشرقاوي نائب رئيس مجلس إدارة شركة "نوفارتس" للأدوية والمتحدث الرسمي باسم الشركة: "تلتزم شركة نوفارتس بتوفير علاجات فعالة جديدة لتلبية حاجة المرضى في جميع أنحاء العالم. من خلال الأبحاث والدراسات المعملية منذ عام 2003 والتي نجحت في التوصل إلى طفرة جديدة في علاج "إم إس". ونصح الأطباء بضرورة الامتناع عن المواد الحافظة والدهون العالية والبعد عن الاكتئاب لأنه يخفض المناعة، وتناول زيوت عباد الشمس وفيتامين "د"، والإكثار من الأغذية الطبيعية والفواكه والخضروات الطازجة وتناول السوائل، وممارسة التمارين الرياضية.