حمّل التيار الشعبي الحر السوري المعارض، الذي يتخذ من القاهرة مركزاً لنشاطه ويتزعمه القيادي الناصري الدكتور خالد الناصر، نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد وأخيراً الضربة الإسرائيلية لأهداف عسكرية بالأراضي السورية، معتبراً أن هذه الضربة جاءت من إسرائيل «حليفة بشار» من أجل صرف أنظار العالم عن الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وخاصة لتزامنها مع «جرائم ومذابح التطهير الطائفي التي قام بها النظام في بانياس»، التي وصفها البيان بأنها تفوق المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في دير ياسين. وأضاف التيار الشعبي الحر، في بيان سياسي مطول له أمس، «إن النظام السوري هو المسؤول الأول والأخير عما آلت إليه البلاد منذ أن اختار سياسة الحل الأمني، وهو الذي فتح أبواب سوريا أمام مصالح القوى الدولية والإقليمية ومشاريعها لتتصارع فوق ترابها وتتلاعب بمكونات شعبها وتخطط لنهب ثرواتها، لذلك فنحن لا نقبل أن تنحرف الأنظار عن جرائم النظام وجيشه وعصاباته بالتعاون مع الإيرانيين والمرتزقة من حزبي الله اللبناني والعراقي والاستخبارات الروسية». وشدد على أن الأولوية لدى المعارضة السورية هي إسقاط نظام الأسد، قائلاً: «سنبقى متمسكين بأولوية وضع حد لجرائم النظام والعمل بكل الوسائل لإسقاطه ومحاسبة رموزه عن جرائمهم وتحرير سوريا والسوريين مع الإصرار على وحدة البلاد والشعب. ونحن نطالب جميع الدول بتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد سواء من داخل الأممالمتحدة أو خارجها لأن حياة البشر مقدسة ومقدمة على أي اعتبار آخر. ونخص بالذكر شعوب الأمة العربية وحكامها الشرفاء لأن الشعب السوري لا يناضل من أجل حريته وسيادته فقط ولكن دفاعا عن هوية الوطن العربي وحرماته وصد المشاريع الإقليمية الطامعة فيه، ولا يجوز أن يقف العرب منتظرين الضوء الأخضر من واشنطن ولندن حتى يهبوا لنجدة أهلهم في سوريا في هذه المحنة القاسية أو يرسلوا مساعداتهم والأسلحة الضرورية ليدافعوا عن وجودهم وأعراضهم ومقدساتهم». واعتبر البيان أن إسرائيل عدو للشعب السوري وحليف لبشار، قائلاً: «انتهك العدو الإسرائيلي حرمة سوريا ونفذ عدوانا كبيرا بكل المقاييس لمآرب وحسابات خاصة به وبحليفه بشار. ولم يكن العدوان إلا تطورا جديدا في سلسلة تطورات خطيرة وفي لوحة فسيفسائية من الدم والأشلاء والخرائب والحرائق تمتد على مساحة الوطن كله. لقد استبيحت سوريا أرضا وسماء وبحرا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. واعتبر البيان أن «الأخطر من كل هذا وقبله يبرز ما تقترفه زمر جيش النظام الخائن وعصابات شبيحته الأوباش ذات الأحقاد الطائفية الكريهة، فهذا الذي وقع خلال الأيام الأربعة الفائتة في بانياس ورأس النبع والبيضاء لا يمكن أن يقترفه بشر ولا آدميون، بل ويعف عن ارتكابه أكثر الوحوش فتكا وشراسة. إنه جريمة ابادة جماعية وعملية تطهير طائفي فاقت في دمويتها وبشاعتها ما اقترفه التتار والمغول والصليبيون، بل - وللأسف - ما اقترفه الإسرائيليون من مذابح في دير ياسين أو في لبنان". وشدد البيان على أن التحالف بين النظام السوري وإسرائيل «يتجدد اليوم في هذه الضربة الكبرى التي استهدفت صرف أنظار العالم على جرائم بانياس من ناحية، وإعادة خلط الأوراق في المنطقة ثانيا، وإعطاء إعلام السفاح حجة يتذرع بها ليقول إنه يتعرض لمؤامرة كونية يشارك فيها الصهاينة والقاعدة والأصوليون الإسلاميون والأمريكيون والسعوديون والقطريون والجهاديون القادمون من وراء البحار. ولكن لن يستطيع هذا النظام الإرهابي خداع أحد في العالم بعد أن ظهرت جرائمه ضد شعبه، كما لن يعود الزمان إلى الوراء فإسرائيل عدونا الثابت الذي يحتل فلسطين والجولان، ونظام الأسد الطائفي عدو مشابه يحتل سوريا كلها، وهما يتعاونان منذ 40 سنة حتى إن جبهة الجولان كانت الأكثر أمنا وسلاما للصهاينة من حدودهم مع مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدة سلام».